1 - النظام الرأسمالى هو النظام السائد فى معظم دول العالم والأهم بين دول العالم. النظام يتلخص فى أن الطلب على السلعة أو الخدمة يحدد سعرها وفقا لندرتها ومرونة الطلب عليها. وكلما كان الطلب أقل مرونة، كان هذا يعنى أنه لن يستجيب للزيادة فى السعر. مثلا السجائر عند مدمنى التدخين سلعة الطلب عليها غير مرن. مهما ارتفع سعر السجائر، فسيشترونها.
2 - لفترات طويلة من عمر الرأسمالية كانت الفلسفة الحاكمة هى أن النظام قادر على تصحيح ذاته دون تدخل من الحكومة، وفقا للمقولة الشهيرة المنسوبة لتوماس جيفرسون: أفضل نظام حكم هو الذى لا تتدخل الحكومة فى إدارته.
3 - بيد أن الفلاسفة والعلماء وآحاد الناس يتعلمون ويراكمون الخبرات على أمل أن يحلوا المشاكل قبل أن تظهر ولو ظهرت فلا بد من حلها قبل أن تتحول إلى أزمة.
4 - النظام الرأسمالى بقدر ما فيه من قدرة هائلة على حشد الموارد والطاقات واستغلال قدرات البشر، إلا أنه لديه ميل لأن يتحول الحشد إلى هدر، والاستغلال إلى سوء استغلال، والتعبئة إلى المبالغة فى تعبئة الموارد.
5 - وبقدر ما يبدو عادلا على الورق إلا أنه فى الواقع يحابى فئات على حساب فئات، فهو يحابى القادمين من خلفيات ثرية على حساب القادمين من خلفيات أقل ثراء، يحابى أصحاب المواهب الاستثنائية وهم الأقلية على حساب أصحاب المواهب الجيدة وهم الأغلبية. بل إنه ممكن أن يطحن فئات اجتماعية وطبقات اقتصادية كاملة تحت وطأة سعيه نحو رفع كفاءة استغلال الموارد وزيادة فاعلية الخطط والسياسات التسويقية.
6 - تدخل الدول الغاشم والمسيطر كذلك ليس فضيلة بل أثبتت الخبرة التاريخية أن له ثمنا باهظا وفشلا عاما يؤدى إلى انهيار النظام الاقتصادى كاملا مثلما حدث فى كل دول العالم الاشتراكية، حتى الصين التى لاتزال تحكم بحزب الشعب الشيوعى قد تخلت عن الاشتراكية وطورت نمطا من الرأسمالية فى حضن الدولة.
7 - قدمت دول شمالى أوروبا نمطا اقتصاديا يجمع بين الرأسمالية وتدخل الدولة من خلال نمط ترجم إلى العربية على أنه: «اشتراكية السوق» أحيانا، أو «الرأسمالية الاجتماعية» أحيانا أخرى. فى هذا النمط تلتزم الدولة بالتخطيط والتوجيه أكثر من مهمة التدخل المباشر فى العملية الإنتاجية، ولكنها مطالبة بأن تتدخل فى العملية التوزيعية (أى توزيع عوائد الإنتاج من أرباح) بحيث تخدم الفئات الأضعف والأفقر فى المجتمع.
8 - الرأسمالية على النمط الأمريكى والإنجليزى تواجه هذه الأيام تحديا مهولا لأنها ببساطة رأسمالية الاثنين مليون مريض كورونا والنصف مليون ميت بسبب الكورونا. الأغنى بالفعل، لكن أمريكا كذلك هى من أكثر دول العالم «طحنا» للفئات الأفقر والأضعف فى المجتمع.
هذا ما أمكن إيراده وتيسر إعداده، وقدر الله لى قوله.