بتصريحات واضحة وصريحة ولا لَبْس فيها، قدم الرئيس السيسى رؤية الدولة المصرية فى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، ولم يترك الامر لكافة المقترحات المتداولة ومنها على سبيل المثال خروج بعض الأشخاص المحسوبين على الدولة للحديث بلغة أشد من لغة الدبلوماسية، بل كان الرئيس السيسى أهلا لذلك أكثر من غيره، فهو قادر على الحديث وقتما يريد، وقادر على التروى فى حديثه حينما يخطط لذلك، وكان المفهوم الأكبر من التصريحات هو أن الرسائل اليوم خلال تواجده بالمنطقة الغربية العسكرية، رسائل واضحة ومباشرة للداخل الليبى، لأنه شخص يُؤْمِن بالمؤسسات، وكذلك يُؤْمِن بفكرة الجيوش الوطنية، فلذلك محدداته فى التحرك على الارض، وتلك المحددات تنطلق من ذلك الإطار ، مع الاشارة لعبارة مهمة للغاية وهي أن حدود الامن القومى المصرى، لا ترتبط بفكرة الحدود الجغرافية الطبيعية، بل أن المحرك الاول لمفهوم الامن القومى، هو الامن القومى نفسه، الذى يتسع باتساع قدرات المصريين وتطلعاتهم، وكذلك مراعاة لارادة الشعوب التى تطلب الدعم والعون من مصر.
الرسائل المباشرة للرئيس السيسى ، تؤكد صفة المصريين المعروفة عنهم، وهو اتقاء شر الحليم اذا غضب، فصمت المصريين ليس ضعفا، وتحركهم ليس اندفاعا، بل دائما المصريين يذهبون إلى الحرب مضطرين، وذلك لحماية دعائم السلام.
كذلك لم يذهب الرئيس السيسى فى حديثه بعيدا، بل توجه لأقرب الطرق وأكثرها بديهية، وهو الاعتماد على مؤسسات الدولة الليبية التى تطلب من مصر دعمها، وكذلك الاعتماد على الشرعية الدولية للتحرك، ووضع خط ثابت للمواجهة المحتملة، بحيث يكون الامر دفاعا عّن النفس، وليس تدخلا في شئون الدول.
لقد ارتكن الرئيس السيسى، فى حديثه ليس لخطابا شعبويا، للاستهلاك المحلى كما يفعل آخرون بشعوبهم، بل اعتمد القائد الاعلى للجيش المصرى، على قوة جيشه، وعلى خبرته المتراكمة، وعلى مصر، لانها مصر وكفى يا سادة، اعتمد على مصر القديمة، التى جاء عليها الزمن فظن البعض أنها صارت مصر للمصريين فقط، ولا يعلم أنها عادت كما سبق، مصر القادرة عربيا وإسلامياً، ومصر القادرة وقتما تشاء، ولو ان ظروف تلك البلد اقوىً اقتصاديا، لدان لها العالم، وصار لها شأن تستحقه بامكانيات شعبها العظيم، ورئيسها المخلص المتفاني، وجيشها القادر على فرض السيطرة وقتما يشاء.