الأمن القومى العربى والمصرى، اهتز خلال الأيام القليلة الماضية، تعبير استخدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته التى ألقاها بالمنطقة العسكرية الغربية، يوم السبت الماضى، وهى الكلمة التى حركت المياه الراكدة، وأحدثت ردود أفعال قوية فى الشارع العربى، بشكل عام، وأدخلت سعادة كبيرة لكل مواطن عربى شريف، يرى عربدة أردوغان ونظامه فى الوطن العربى، سواء فى العراق وسوريا، أو ليبيا، فيتحسر ألما، ويتمنى أن تأنى اللحظة الرادعة، لهذا الأردوغانى.
لذلك، كانت كلمة الرئيس السيسى، والتى تحمل كل فقرة فيها رسالة قوية، وواضحة، لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى العربى، والمصرى، بأن للعرب ومصر، درعا وسيفا بتار، قادر على قطع الألسنة، ودحر من يفكر فى تجاوز "الخطوط الحمراء" وأن صبر مصر، ليس ضعفا، ولكن صبر القوى الحليم، الباحث عن الاستقرار، واستنفاد كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية، فمصر بلد لا تعتدى ولا تتدخل فى شؤون الغير، وجيشها عقيدته الدفاع عن الأمن القومى العربى والمصرى، وليس مهاجمة أو غزو الأوطان الأخرى.
لذلك، فإن غضب مصر، هو غضب الحليم، الذى يتحول إلى وحش كاسر يدافع عن مقدراتها، ومقدرات أمتها بكل قوة وحسم، لذلك عندما أكد الرئيس السيسى أن "سرت والجفرة" خط أحمر، ارتعدت فرائص أردوغان ونظامه، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن الجيش التركى، سليل الجيش العثمانى، لم يحسم يوما معركة وجها لوجه مع أى جيش نظامى، وإنما كل المعارك التى حسمها، كانت بالخديعة والخيانة وشراء الولاءات، فلم يستطع أن يدخل مصر إلا عبر الخائن "خاير بك" فى موقعة مرج دابق، شمال سوريا.
ولم يستطع أن يغزو تونس والجزائر، إلا عبر قراصنة البحار، هذا قديما، ومن النماذج التى نعيشها الآن، دخوله سوريا وعبثه بالعراق، من خلال توظيف حالة الضعف التى تعيشها بغداد ودمشق، بفعل حرب الوجود ضد الجماعات الإرهابية، والخونة، ولم يستطع أن يكون له موطئ قدم فى ليبيا إلا بواسطة الإرهابيين المرتزقة، يعاونهم الخونة، ولم يستطع أن يضع قدمه فى الخليج إلا عبر نظام الحمدين، أكثر الأنظمة العربية خيانة، لأمتها، منذ أن نطق الإنسان أول حروف اللغة العربية، وحتى الآن..!!
من هناك، نقدر حالة الهيستيريا التى أصابت نظام أردوغان، وكلابه المسعورة، جماعة الإخوان الإرهابية، عقب كلمة الرئيس السيسى، بين رجال القوات المسلحة فى المنطقة الغربية، والذى حدد فيها ملامح "الخطوط الحمراء" .. فهرول ياسين أقطاى، وأعطى تعليماته لقنوات الإخوان، أن ترفع سقف حالة الندب واللطم، وإقامة سرادق العزاء، وتحويل الدفة من أن الخطر على مصر ليس انطلاقا من ليبيا ولكن من إثيوبيا، فخرج المعتوه معتز مطر، والبلياتشو، محمد ناصر، والمتخلف عقليا، زوبع، وباقى فرقة الهاربين من عنبر الخطيرين بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية، لتنفيذ المهمة الموكلة إليهم.
والحقيقة، أن حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل، محفوظة، بينما الخطر الحقيقى، يتمثل فى عبث أردوغان وإخوانه فى ليبيا، فى محاولة البحث عما يسمى إرث الأجداد، وإعادة الخريطة القديمة، دون إدراك حقيقى، أن اليوم ليس كالأمس، وبينما كان بالأمس، جيش مملوكى، اليوم جيش من سلالة وصلب المصريين، قادر وقوى، ويتحدث اللغة العربية.
ومن اللغة العربية، نقول لرجب طيب أردوغان، ومستشاره ياسين أقطاى، إن الأشقاء فى ليبيا عندما يستمعون لخطاب الرئيس المصرى، لا يحتاجون لمترجم، بينما خطاباتك أيها الأردوغانى الوقح، تحتاج لكتيبة مترجمين.. وهو ما يؤكد أن ما بين ليبيا ومصر، صلات دم، تجبر المصريين على الدفاع عن أشقائهم.. بينما ما يربط بين الأتراك والليبيين، مرار وحنظل من الذل والمهانة والدم، عندما كان العثمانيون يدنسون أرض أحفاد عمر المختار، واحتلوها قرونا، ولم يكتفوا بذلك، بل سلموها على طبق من فضة للإيطاليين، ما يوضح حالة الخسة، والنذالة، التى تسكن جينات الأنظمة السياسية التركية، ولا عجب من ذلك، فتركيا "وطن بالتبنى" أى "لقيط".. ولا عتب من تصرفات "اللقطاء"..!!