على بعد أيام من الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو، ثورة الشعب التي وجدت دعما وتأييدا وتلبية من الجيش المصرى لإنقاذ مصر من المخطط الإخوانى الذى استهدف إخضاعها لصالح دولا أخرى في المنطقة، وتغيير هويتها لصالح مشروع التنظيم الدولى للإخوان، مثلما استهدف تدمير حياتها السياسية حتى تظل مصر رهينة جماعات تيار الإسلامي بتطرفهم وإرهابهم وعنفهم.
سنوات صعبة مضت، وفى الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو تقف مصر ثابتة مستقرة وقوية، تحارب ما تبقى من مؤامرات أرادت إسقاطها، وتبنى بكل عزم وأمل من أجل المستقبل، 7 سنوات تعرضت مصر خلالها لكل أنواع الاستهداف ومع ذلك نجحت الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى في استعادة توازنها ببرنامج إصلاح اقتصادى طموح، وبانتصارات متتالية على الإرهاب والفوضى، وبالعودة مرة أخرى لصدارة المشهد الإقليمى والدولى في المكانة التي تليق بالقاهرة وتاريخها كواحدة من عواصم مفاتيح الحل السياسى لقضايا منطقة الشرق الأوسط.
7 سنوات تعرض فيها المواطن المصرى لكل محاولات التشكيك من قبل جماعة الإخوان الإرهابية ، ولكن معطيات الدولة المصرية وخطواتها وما تحققه من إنجازات على الأرض في مختلف المجالات هزمت تلك المحاولات ، وكان مشروع الرئيس السيسى الأول الحفاظ على تماسك الدولة فى منطقة يفككها الإرهاب والصراعات على مهل، ثم انطلق من نقطة التماسك المصرى إلى المشروع الأكبر وهو إعادة بناء الدولة المصرية عبر التأسيس لبنية تحتية قوية تسمح لهذا الوطن بأن يبدأ مشروعه الاقتصادى بقوة.
مشروع الدولة أو حلمها الذى يبحث عنه الجميع، ويتحول إلى سؤال يطارد به الإخوان وبعض النشطاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وإدارته، تبدو ملامحه واضحة، ولكن الخصوم يحاصرون من يفترض امتلاكهم للإجابة من رجال الدولة أو الإعلام بمعارك جانبية عن مشروعات البنية التحتية وملفات حقوق الإنسان وفق منظورهم هم لا منظور مصلحة الوطن ومستقبله.
في ذكرى 30 يونيو تبدو مصر بالأرقام وبواقع الحال أقوى وأكثر استقرارا وثباتها، وكثير مما قال الإخوان عنه إنه وهم أصبح واقعا ينير الأرض، وأغلب ما وصفوه بأنه وعود وردية يمكنك أن تراه الآن حاملا للقب إنجاز، هذا ما سعى إليه الإخوان وخصوم الدولة خلال السنوات الماضية، تشكيك وإيهام المواطن بألا شىء سيحدث مما وعدت به القيادة السياسية، بينما القيادة المصرية ترد دوما بألا يمر الشهر دون أن تجد الرئيس من فوق منصة موجودة فى الصعيد أو وجه بحرى أو سيناء أو الصحراء الغربية معلنا عن افتتاح أو تدشين مشروع جديد يراه الناس واقعا أمامهم ليقهر به ملايين الإخوان التى أنفقت لإثبات أنه لا شىء سيتم إنجازه.
شككوا فى المليون وحدة سكنية، وإذا بالرئيس يفاجئهم كل فترة بصحبة وزير الإسكان وقيادات الدولة وهم يفتتحون مشروعات جديدة للإسكان الاجتماعى والمتوسط فى القاهرة والصعيد ودمياط والوادى الجديد وغيرها من المحافظات، ثم عادوا ونشروا الأرض شائعات عن قناة السويس ومحور التنمية، فإذا بهم يسمعون ويشاهدون فى اليوم بعد الآخر عن إنشاءات وتطوير جديد فى محور قناة السويس، بنفس الطريقة التى فضحتهم وأخجلتهم وهم يشاهدون الرئيس فى الفرافرة يعلن تدشين مشروع المليون ونصف فدان من داخل أرض أثمر حصادها وكأنه يرد أكاذيب الإخوان والنشطاء فى نحرهم.
سخروا من المزارع السمكية، ومن مشروعات علاج فيروس سى، وصدمهم الواقع وكشف أكاذيبهم حينما بدأ إنتاج الأولى ينتشر فى الأسواق، وبدأ صدى نتائج الثانية يسمعه العالم، بل ويحول مصر إلى قبلة علاج من الفيروس الخطير.
7 سنوات خاضت مصر فيها حروبا كثيرة ضد أهل المؤامرة والإخوان والجزيرة ومن يقف ورائهم ، ونجحت في إعادة تأسيس حياة سياسية تفرز وجوها جديدة وأحزابا جديدة لتستعيد النقابات والمجالس النيابية من براثن سيطرة الإخوان وتيارات الإسلام السياسى ، كما نجحت في الإنتصار للمرأة المصرية في كافة مجالات الحياة بنسبة 25 % ضمنت تمثيلا محترما للمرأة المصرية التي ظلت لعقود تعانى وتبحث عن نفسها ، فإذا بها تجد دعما لا محدود من دولة 30 يونيو بإعادة تعريف دور المرأة السياسى والمجتمعى، فأصبحت الحكومة على موعد مع أكثر من وزيرة تحمل حقائب وزارية هامة بعد عقود كانت تمثيل المرأة داخل الحكومة المصرية مجرد ديكور ..
بنفس المنطق أسفرت التطورات الخاصة بالحياة السياسية عن ظهور أحزاب واعدة تمنح الفرصة لأجيال شابة في الظهور والتعبير عن نفسها والمشاركة في الحياة السياسية بفاعلية بعد عقود من العزوف، ولعل ما يقدمه حزب مستقبل وطن في الواقع من أداء وحسن انتشار في المحافظات والعمل على الأرض وتقديم وجوه سياسية شابة وتصعيدهم في مناصب قيادية يكون أبرز دليل على ما شهدته الحياة السياسية في مصر من تقدم وتطور.
عموما ستبقى 30 يونيو ثورة شعبية مصرية خالدة في التاريخ ، انقذت مصر من حكم الإخوان وأوهامهم في السيطرة ، كما ستظل نقطة الانطلاق التي بدأت منها مصر إعادة البناء ، كما ستظل يوم الاحتفال والفخر بالشعب المصرى وجيشه والتجسيد الحقيقى لما يقدمه المخلصين لخدمة هذا الوطن.