الإسلام كان الأكثر حرصاً على تنظيم العلاقة الزوجية، ووضع قواعد رصينة ومتينة لصيانتها، لكنه في نفس الوقت وضع خطة الخروج الآمن حال فشل العلاقة الزوجية، وضمان انتهاء الأمر بشكل يحفظ كرامة الطرفين ويصون حقوقهما.
الإسلام كان واضحاً حين تحدث عن "الإمساك بمعروف" في حالة رغبة الزوجين استكمال الحياة الزوجية، والـ"تسريح بإحسان" حال استحالة العشرة، مع احترام كل طرف للآخر وتقديره، لا سيما إذا كان هناك أطفالاً بمثابة القاسم المشترك بين الطرفين، فجاءت الرسالة الراقية "ولا تنسوا الفضل بينكم".
بعض منازلنا، تتعرض لصعوبات واختبارات، لا سيما في سنة أولى زواج، البعض يستطيع التغلب عليها والعبور بـ"عش الزوجية" لبر الأمان برداً وسلاماً، والبعض الآخر يُحكم العقل فيمسك بمعروف أو يسرح بإحسان، لكن هناك فئة ثالثة تحجز مكانها في صفحات الحوادث.
الفئة الأخيرة، غير القادرة على احتواء المشاكل، تختار الحلول الأسوأ والأقرب للسجن أو حبل المشنقة، تلجأ للعنف والجريمة، في حق زوجة، كانت للزوج في يوم من الأيام "لباس له"، وكان "لها لابساً".
للآسف، في الآونة الأخيرة زادت هذه النوعية من الجرائم الزوجية، ما بين زوج يؤجر عامل لاغتصاب زوجته وقتلها في ميت عنتر بطلخا في الدقهلية، وآخر يُلقي زوجته المصابة بكورونا من الطابق الخامس، بسبب الخلافات الزوجية.
هؤلاء الرجال المتهورين اختاروا "الهدم والقتل والتخريب"، غلبوا العنف على الحب، واستعجلوا الدماء عن التفاهم والاحتواء، فكانت السجون ملاذاً لهم، يذرفون خلف أسواره الدموع في وقت فات فيه موعد الندم.