فى العلمانية "لكم دينكم ولى دين"

فى محاولة للبحث فى أسباب ما بيننا وبين الغرب من هوة ! والتى لا هى من فاقة ولا هى من قلة ! وإنما لوهن اصابنا لكثرة ما بيننا من صراعاتٍ واقتتال والذى ما يلبث أن يخمد حتى يجِّد، صراع ليس فقط يحصد أرواحنا فى زمن الحرب لكنه يستحوذ على طاقاتنا العقلية والإنتاجية فى وقت إلا حرب وهكذا تفنى أعمارنا ما بين فض الصراعات والحروب والإعداد لها دون أن ندرى، ونمضى هكذا نعيد ونزيد ونزيد ونعيد لا نبرح مكاننا كمن يحرث فى البحر ! وقطعاً لست فى حاجة لشرح الصراعات والحروب المذهبية والطائفية التى استأثر بها واقع الشرق المسلم المؤلم دون غيره ! والتى وضع العالم أجمع نهايتها التاريخية وتخطاها منذ عقود إلا أننا فى بلاد المسلمين مازلنا اسرى هذه المرحلة، حتى استحق منا هذا محاولة فهم المعادلة الصعبة التى حقن بها الغرب دماءه وقضى بها نهائيا على المذابح الدينية بعد بحور من الدماء وهى "العلمانية" التى من المفارقات ان نعتبرها عدو الإسلام الأول فى حين يحتمى المسلمون فى بلاد الغرب ويأمنون على دينهم فى بلاد غير بلاد المسلمين بعلمانية تلك البلاد ولم تأمن تلك البلاد نفسها شرور هؤلاء الذين نزحوا اليها ليحتموا بحماها، وفى ذات الوقت يقتتل المسلمون فى بلادههم، يدمرونها ويقتلون اخوانهم بسبب العقيدة لا يستثنون فى ذلك طفلاً ولا شيخاً ولا إمرأة، يريدونها حرباً عالمية اسلامية سنية شيعية، ويعتبرون انفسهم حماة الإسلام !!!! فى بداية مشروع البحث والكتابة طرأ على ذهنى بضعة تساؤلات: هل الحديث عن العلمانية جريمة ؟ هل محاولة فهمها كأساس لما وصل اليه الغرب من تقدم واستقرار جريمة ؟ هل البحث فى أسباب تقدم الغرب واستقراره وكيف وصل لذلك وصولاً للعلمانية التى بدأت معها نهضتهم يعتبر تهديداً لتحضر وإستقرار بلادنا على اعتبار اننا الأكثر تحضرا واستقرارا من الغرب ؟ دعونا نتجاسر ونبحث عما تعنى كلمة علمانية وليغفر الله لنا ! أولا: هل هى " عَلْمانية " أم " عِلْمانية " ؟ ثانيا: أين هى العَلْمانية، حسب تعريبها من، الساكيولاريزم secularism ( العَلمانية الإنجليزية ) أو اللايييسم laïcisme ( العَلمانية الفرنسية ) واللاييسيتيه laïcité ثالثا: أيهما تعنى العَلمانية الجزئية وأيهما تعنى العَلمانية الشاملة ؟ رابعا: ما موقف الإسلام من مفهوم العلمانية الجزئية وجعل الدين فى اطار الخاص لا العام بفصل الدين عن السياسة وليس عن الحياة ؟ اسئلة تنتظر إجابة اجتهد فى ان اصل إلى اجابة البعض منها سأخبركم به واترك إجابة المتبقى منها لكم. أصل الكلمة فى العربية: جاء اول تعريب لكلمة secularism وlaïcisme فى قاموس الياس الفرنسى العربى، ويجدر بى هنا ان اقول ان ساكيولاريزم المصطلح الإنجليزى ولاييسيسم المصطلح الفرنسى ليسا مترادفين على الإطلاق، فلكلٍ معنىً مختلف، والأصل لكليهما لاتينى، فلاييسيسم أصلها laïcus بمعنى " شعب " وقُصِدَت لتعيين حكم " عامة الشعب " رفضا لتسلط الكهنوت الكنسى الذى حل بأوروبا بعد ان اعتنق قسطنطين المسيحية وفرضها فرضا دينا رسميا على الإمبراطورية البيزنطية، واللاييسيسم تعنى "العومنة" أى جعل الشىء "عاما" أى لعموم الناس بدلا من ان يكون كهنوتيا مقصورا على الكهنة.

وكلمة secularism مأخوذة أيضا عن اللاتينية seaculum وتعنى الدنيا وseacularesacio أى الخروج من جملة المقدس بقصد الحد من سلطة الكنيسة فى إنجلترا فى القرن التاسع عشر.

وقد وردت كلمة seaculum فى انجيل متى تارة بمعنى الحياة الأزلية أى الزمنية وتارة بمعنى الحياة الدنيا، والمعنى الاقرب هنا هو الدنيوية وليس الزمنية أو الأزلية لأن الأزلية أو الزمنية توحى بالحياة الأخرى بعد البعث والكلمة قصد بها الحياة الدنيا. واول من ترجم هذه الكلمة إلى " عَلمْانية " هو اليوس بقطر أو الياس بقطر عن كلمة " عَلْم " أو "عَلْما" فى اللغة السريانية ( وجدير بالذكر انه لايزال هناك من يعرفون اللغة السريانية وهناك من يحرصون على تعلمها لاسيما فى مصر ) ومما لا شك فيه ان هناك تداخلا ما بين السريانية والعبرية وكذا بينهما وبين العربية، وكلمة عَلْم أو عَلْما فى السريانية تعنى " عالَم " فى العربية.

اذا هى عَلمانية ( بفتح العين ) من عالم وليست عِلمانية ( بكسر العين ) من عِلم. تاريخها ونشأتها : أولا دعونا نقول إن الأمريكيين أفلتوا من الفتنة الدينية التى عانت منها اوروبا لعقود، رغم أنهم مزيج من طوائف بروتستانتية عدة، والسبب هو انهم أسسوا دولة علمانية، وفصلوا الدين عن الدولة بالرغم من كونهم شعب متدين نسبيا.

ثم قامت فرنسا فى عام ١٩٠٥ بسن قانون فصل الدين عن الدولة ( separation des Églises et de l'État ) فى صورة عَلمانية شاملة فصلت الدين عن الدولة وعن التعليم.

ينما فى إنجلترا فنشأ تيار مدنى قوى جنبا إلى جنب والتيار الدينى الموجود ( أى عَلمانية جزئية ) دون مأسسة العلمانية أو ادلجتها وفرضها على الشعب كما حدث فى فرنسا، ومع ذلك فالدول المصنفة بدول العَلمانية الشاملة مازالت لا تقر الإجهاض أو الإنتحار مثلا وتجرمهما، وفى اغلب بلدان العالم الغربى لا يحق للمريض ان يطلب ان ينهى الأطباء حياته لأنه مصاب بمرض مميت وميئوس من شفاءه فيما يطلق عليه بالقتل الرحيم " assisted suicide "، وقد حكمت كل هذه المحرمات قوانين موضوعة مستوحاة فى نظرى من روح الدين المسيحى، وقطعا لكل مجتمع خصوصيته ومحرماته طبعت طابعها على قوانينه الوضعية واستمدتها منها، ولهذا اقول ان علمانية الدول فى اغلب الأحيان جزئية ولا يمكن ان تكون كاملة، وانه لابد ان لكل دولة علمانيتها الخاصة لأن قوانينها الوضعية تختلف عن تلك فى الدول الأخرى فهى حتما ترتبط بمعتقداتها التى تمت صياغتها بعد دراسة فى صورة قوانين وضعية تَحْكُمُ وتُتْبَعُ. ويجدر بى هنا ايضا ان اضع علامة استفهام كبيرة عن كيفية تسرب الدين إلى الحكم فى دول الغرب فى القرون الوسطى على العكس من تعاليم المسيح " ما لقيصر لقيصر وما لله لله " وايضا رغم وصاياه ( عليه السلام ) " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر " و"حبوا أعداءكم" و"من ضربك على خدك الأيمن ادر له خدك الأيسر " الخ الخ !!! ربما لأن للكنيسة أسرارا ( التعميد والزواج ) ؟ واللذان مازالا حاضرين فى المجتمع الغربى، ورغم استحداث ما يسمى بالدين المدنى أو الزواج المدنى، وبالمناسبة هو أشبه ما يكون بالزواج والطلاق والنفقة فى الإسلام الا من التعدد، إلا ان كليهما موجودان فى المجتمع الغربى، اقصد الزواج المدنى والكنسى، وكذلك مازال التعميد للمواليد موجودا حسب اختيارات الأشخاص ومعتقداتهم لأن فصل الدين عن الدولة، التى تحتكم للقانون، لم يشترط أبدا ألا يكون للناس ارتباط بالكنيسة أو بالدين أو ألا يصبح الناس متدينين. والمفارقة، ان هذا على العكس من الدين الإسلامى الذى ليس فيه كهنوتا يشبه الكهنوت الكنسى، فلا رجال دين لا اسرار زواج ولا طلاق فالرجل والمرأة فى الإسلام يزوجان نفسيهما بكلمة وشاهدى عدل ايا من كانا، ويطلقا بكلمة فيما بينهما ويعودان كذلك بكلمة، ولا يعرف الإسلام المباركة ولا التعميد ولا الاعترافات وانما يتوب من اراد ان يتوب سرا دونما اعلان فالله ستير يحب الستر، وبينما قد تُغْنى الاعترافات فى العقيدة المسيحية أو تكفى أو لا تلزم بالقصاص أو الدية أو رد المظالم، حرص الإسلام على رد المظالم والحقوق لأصحابها شرطا للتوبة وشرع العقوبات الدنيوية والقصاص فيما يرتكب فى حق الغير وما يضر بمصالح الناس، لأن الحقوق والواجبات فى معاملات الناس بينة لا لبس فيها من مواريث وأجور ونفقات، دين يتعامل مع البشر لا مع الملائكة ولذلك تعامل مع الأمور الدنيوية بموضوعية وواقعية دون قداسة لأحد ولا لكلامه ولا لفعله، لا كرامات ولا حصانة ولا لبنت محمد نفسه، والحاكم ( ممثلا للدولة ) هو الذى يتولى الإدارة والتطبيق فقط لا احد غيره، وهذا الحاكم يختاره الناس بالطريقة التى يرتضونها لان امرهم شورى وليس رجل دين فلا كهنوت من الأساس ولا رجال دين ولا سلطان لحملة الدين ويجرى المحاكمات قضاة عدول ويستلزم ذلك شهودا أو تلبساً اوإعترافاً ولا يؤخذ احد بالشبهات " فالحدود تدرأ بالشبهات " فلا مجال ولا مكان للفوضى. اما امور العبادة، فكلٌ دينه وتقواه لنفسه، فصلاته وصيامه وعباداته ونواياه لا سلطان لاحد عليه فيها، ولم يفرض الله تعالى فى كتابه العزيز من عقوبات على ترك عبادة من العبادات ولا عقوبات على ما فى الضمائر والنوايا، فليس فى ديننا محاكم تفتيش يقول الرسول ( ص): إنى لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم"، قال تعالى "هو أعلم بذات الصدور" و"وما جعلناك عليهم حفيظاً وما أنت عليهم بوكيل" وقال "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" فليس من مهام الدولة أن تكون حفيظة على دين الناس ولا سرائرهم ولكن من واجبها ان تحفظ الحقوق والواجبات، وفى هذا سبق العالم بسنين فى الفصل بين امور العبادة التى هى لله وحده ولا حدود عليها وهو الذى يجزئ بها، وشؤون الدنيا المتعلقة بمصالح البشر وكل ما استوجب العقوبة أو الحد، دين جعل تسيير امور حياة الناس للناس فى عبارة مفتوحة (أنتم أعلم بشؤون دنياكم) وحيثما تكون المصلحة فثم شرع الله ما لم يكن إثما وفى ذلك فليستفتِ قلبه وهذا فى نظرى للعَلمنة أقرب الذى جعل عمر بن الخطاب يوقف حدا ويحتسب طلقة واحدة بثلاث ويقر ميراث الجد ويستحدث حدا للسكر، مستوحىً من حد البلاغ الكاذب فى رمى المحصنات، ويبطل نفس الحد لفساد الدليل (التجسس) لدليل على انه رجل دولة يحكم بعقل ومنطق الاجتهاد، ولا احد يجيبنى بأن "هذا لأنه عمر" فكلهم صحابة وكلهم ثلة الأولين احباء النبى وصحابته وإنما اختاروا عمر وليس احدٌ غيره لأنه رجل حكم ودولة ولذلك كان هو " عمر "، عمر الذى حدد اقامة الصحابة فى المدينة بقرار سياسى دنيوى لم يفرضه القرآن فى فصلٍ تام للدين ورجاله عن السياسة وامور الدنيا مخافة ان يفتتن بهم الناس فيختلط ما هو دينى وما هو دنيوى فتفسد التجارة ويفسد القضاء ويفسد الحكم، لا ابالغ حين اقول أن كان لرسالة الإسلام وحاملها ومن خلفوه بعده الريادة فى فصل ما هو دنيوى عما هو دينى وهذا فى نظرى ايضاً مثال واضح للعلمنة، ولولا انهم هؤلاء الرجال الأول صحابة رسول الله فصلوا الدين عن الدولة ما اقتتل المسلمون وما قتل عثمان بيد مسلمين لتخطئتهم إياه مهما اختلفنا مع ذلك وما اقتتل على ومعاوية ايضا مهما اختلفنا مع ذلك ! الدين الذى يقول "لا إكراه فى الدين" و"إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شئ شهيدا " كما قال تعالى " قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور " فى نظرى يعين العلمانية فى احكامنا وهو الفصل بين ماهو دنيوى والحكم فيه للعباد وما هو ازلى والحكم فيه لرب العباد وحده لا يشاركه فى ذلك احد، وان لم يكن ذلك هو " العلمانية " التى تحمى الأديان كلها على حد السواء ويجعل مرجعها لله وحده يحكم فيها كيف يشاء فماذا يكون اذا ؟ الرسول الذى يتزوج وينجب من امرأة ليست على دينه تاركا لها كل الحق فى الاعتقاد والعبادة، ويكون حِبُه وسنده وراعيه وحاميه ابا طالب الرجل الذى مات على كفره، الرسول الذى يقول " كل بنى آدم سيد " وسيد يعنى حر، وعلى هذا الأساس اجمع الفقهاء على القاعدة بان " كل إنسان مؤتمن على دينه "، الرسول الذى نهى عن فضح الإنسان لنفسه وكم سأل من جاءه المراجعة لعلك كذا لعلك كذا فالله ستير يحب الستر وكلنا يعرف ما قال لوكيع فى قصة ماعز والغامدية " اما انك لو كنت سترته بثوبك كان خيراً مما فعلت به ". الرسول الذى يعقد صلحا مع الكفار ومعاهدة مع اليهود، يعاملهم يشترى منهم ويبيعهم، يقترض منهم ويقرضهم، يمرض فيختار ان يعالجه الطبيب اليهودى بدلا من المسلم لأنه الأطب، ويختار هو وصاحبه دليلا كافرا فى هجرتهما لانه الأعلم بالطريق، الرسول الذى حين سئل يوم بدر " اهو الوحى ام الرأى والمشورة " قال بل الرأى والمشورة " ونزل على رأى اصحابه، الذى نزل على رأى سلمان، لسابق خبرته، يوم الخندق، من يفعل هذا لهو رسول يطبق العلمانية ام ماذا يكون ؟ ويهزم المسلمون وفيهم رسول الله واقفا بينهم يحارب بسيفه لما اخطأوا فى أُحُد، فى رسالة مفادها " فى الحياة الدنيا الجزاء على قدر العمل لا على قدر الصلاح ان اجدتم نجحتم وان قصرتم اخفقتم فدنيا الواقع لا تفاضل بين الناس حسب دينهم وإنما التفاضل بينهم مرجعه اجتهادهم فى رسالة ودرس فى منتهى العلمانية اراد المولى ان يصل لعباده، أم ماذا نسمى هذا ؟ ثم ان الدين الذى يتشارك فيه كفار مكة والمسلمين الحرب على الروم والفرس على اساسٍ من المواطنة لَيؤكد ان الدين لله وحده وانما الوطن والدنيا للجميع، فى نظرى لكأنه يجسد للعلمانية، وعلى العكس من هذا نجد علياً يقاتل الخوارج وهم المسلمون وهم الأعبد لله والأحفظ للقرآن لأنهم خانوا الدولة وكذا ما اسميناه " بحروب الردة " وهى حروب الزكاة قاتلهم ابو بكر لأنهم منعوها فى هدمٍ صارخٍ وخروجٍ عن الدولة التى كانت فى لحظة فارقة بعد موت النبى، لم يقر ذلك عمرٌ فى البداية ثم عاد وأذعن لرأى الحاكم مما يدلنى على ان حربهم لم تكن لرأى فقهى وانما كانت رأيا سياسيا والا لما اختلفوا. النبى الذى يغير رأيه وينزل على ما اعتاده الفرس والروم حين ثبت له بالتجربة العملية صحته دفعاً بالعلم كل خرافة أو آفة ويعترف دونما حياء أو كبر أو عنت انه أخطأ وأصاب "الكافرون" قائلا " لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت فى الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم شيئاً " والغيلة هى اتيان المرأة فى حملها، فلست اشك ابدا فى ان ديننا دين عِلمانى ( من العِلم ) بامتياز، أحب العلم ورغب فيه وحث عليه، لأنه دين تام لا يخشى العلم ولا ينبغى له، ولِمَ يناصب العلم العداء ؟ فمثلا لم يكن للمسلمين أى تحفظ فى وقته على ما قال نصير الدين الطوسى والذى سبق فيه جاليليو جاليلى ونيقولاس كوبرنيكوس فى حقيقة ان الارض هى التى تدور حول الشمس فى حين ان قامت عليهما الكنيسة لأنهما عارضا رواية التوراة فى قصة يوشع الذى امسك الشمس عن الدوران حول الأرض اربعا وعشرين ساعة كى يتمم قتاله، ذلك بأن كتابنا فعلا لا يخالف علماً فكلامه يحتمل العلم فيحمله ولا ينوء به، وهذا سر اعجازه وإعجاز الإسلام الذى يأمرنا بالعلم امرا، ولكن الجهلاء فعلوا ذلك مؤخرا اذ فسروا الآيات على مفاهيمهم هم وعلى غير مراد الرحمن ! وكم يطيب لى ذكر حديث رسول الله عليه افضل الصلوات وهو يحثنا على طلب العلم " اطلبوا العلم ولو فى الصين " وهذا الأمر ليس فقط كناية عن البعد فأكم من معنى تحمله كلمة "الصين" بالتحديد، لأنى لا أظن أبدا أن العلم الذى امرنا الرسول الكريم بطلبه فى الصين هو علم الدين. ولكننا نجد رجال دين يفتون فيما ليس لهم به علم من علوم الدنيا فى الطب والفلك والفيزيقا والأنثروبولوچى الخ الخ وعلى الرغم من الأمثلة الحافلة، تنافس المتنافسون منذ مئات السنين ليصنعوا لهذا الدين الذى لا يعرف كهنوتا كهنوتا وكهنة ورجال دين تم استخدامهم فى مختلف العصور لأغراض، ونفرٌ يستغلون الدين كلما انطفأت ناره اضرموها ينفخون فى الكير يصطنعون تهما ما انزل الله بها من سلطان، تزين لمتطرفى الهوى التفتيش فى الضمائر والنوايا فيكفرون الناس ويحلون الدماء ويزكون انفسهم على الله وكلهم يبغون عرض الحياة الدنيا ان يحكموا الناس فى الأرض هكذا على مر التاريخ حكامٌ، مناصفة مع من نصبوا انفسهم حماة للدين، يرسخون لأنفسهم الملك على اشلاء البشر وعلى حساب سمعة الإسلام. وأخيراً لا خير فينا ان لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها، افيقوا يا ايها المسلمون بدلا من ان يقتل بعضكم بعضا على عقائدكم دعوا الدين للديان واعملوا واطلبوا السلم والعلم كل العلم علوم الحياة والدنيا ولو من الصينيين أو من الغربيين أو من أى من العالميين ما كانوا اولى علم ! انصلحوا ينصلح حالكم يرحمكم الله ! * أستاذ بالقصر العينى



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;