استكمالًا لجهود الدولة المصرية فى مجابهة وباء كورونا، ولإنقاذ الحالات الحرجة وتقليل نسبة الوفيات، أطلقت القيادة السياسية خلال الأيام الماضية مبادرة "100 مليون صحة" لمتابعة وعلاج الأمراض المزمنة بالمحافظات، حيث تقوم تلك المبادرة بالكشف وإصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة وتجديدها، وصرف علاج يكفى لمدة 3 شهور مجانا عن طريق فرق طبية تتكون من أطباء وصيادلة وتمريض وإداريين.
فمن المعروف، أنه في ظل أزمة كورونا، والضغط زاد على المستشفيات، ليعزف عدد كبير من الحالات الحرجة، من متابعة حالتهم الصحية، خوفا من الإصابة بالفيروس اللعين، وهنا أرادت الدولة أن تقول لهؤلاء، لن ننساكم وصحتكم تهمنا، فجاء الإعلان عن هذه المبادرة في هذا التوقيت، تعزيزا لصحة المجتمع من خلال تقديم خدمات صحية شاملة ومبتكرة.
لتصبح المشاركة بالمبادرة أمر واجب، بعد أن أصبح سيناريو التعايش مع فيروس كورونا ضرورة، لأنه ببساطة لا يمكن البقاء في ظل الحجر الصحى إلى حين إيجاد علاج لهذا المرض، وهو الهدف الذي قد يتحقق في بداية 2021، حسب أفضل التقديرات، وعليه، فإن الخيار الأقل تكلفة هو تطوير استراتيجية للتعايش مع الفيروس، بل يجب على كافة وسائل الإعلام والمجتمع المدنى، العمل على زيادة التوعية، لتقليل حالة الخوف لدى أهالينا من النزول والمشاركة، وخاصة أن وزارة الصحة قامت بتخصيص ممرات آمنة مخصصة للدخول والخروج بالعيادات الخارجية بالمستشفيات وتلك الوحدات الصحية لمنع الاختلاط بين المرضى المصابين بكورونا والمرضى غير المصابين بالفيروس، مع اتخاذ كل الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة واتباع أساليب مكافحة العدوى.
والعظيم، في هذه المبادرة، أن الوزارة جددت دعوتها للأطقم الطبية من الأطباء والتمريض المتقاعدين للانضمام للمشاركة في متابعة الحالة الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة، وأنه سيتم وصرف العلاج لمدة تكفي ثلاثة أشهر قادمين، إضافة إلى أنه يمكن للمرضى التوجه لإجراء الأشعة والتحاليل في أقرب مركز أو معمل خاص، تيسيرًا عليهم، لأنه سيتم التعاقد مع تلك المراكز والمعامل، ولم تكتفى بهذا، بل تقرر إطلاق القوافل الطبية بمراكز الشباب في الأحياء والقرى، لتقديم الخدمات الطبية اللازمة وإتاحة صرف الأدوية بالنسبة للمنتفعين من قرارات العلاج على نفقة الدولة أو الخاضعين للتأمين الصحى.
وأخيرا .. الأجمل أيضا، إن هذه المبادرة تعطينا بارقة أمل في قدرة الدولة المصرية على السيطرة على وباء كورونا، فمن منا لا يتذكر 100 مليون صحة المعجزة المصرية، التي استطاعت مصر من خلالها القضاء نهائيًا على فيروس سى، وفي وقت قياسى، بعد أن تم مسح أكثر من 51 مليون مصرى، وتم علاج المواطنين وطلاب المدارس بالمجان، بل تحقق العديد من المعجزات على رأسها القضاء على قوائم الانتظار والحالات الحرجة ليتم إجراء حوالى 132 ألف عملية جراحية خلال شهور قليلة، مطالبين في نفس الوقت أن تتحول الإجراءات الوقائية ضد الفيروس إلى أسلوب حياة، هذا فيما يخص المواطن، أما يخص الحكومات فإنه لابد من التخلي عن سياسية التكتم، وغياب الشفافية، وضرورة الإفصاح، حتى لا نُفاجئ بأعداد مهولة من المصابين ونكون أمام كارثة، وجحيم لا يعاش..