بالرغم من وضوح الخطاب المصرى تجاه الوضع فى ليبيا، حاول إعلام قطر وتوابعه فى تركيا الهرب من الواقع الى الاكاذيب، مصر أعلنت بشكل واضح أنها ضد التدخلات الخارجية وتدفق المرتزقة، ومع أن تكون ليبيا لليبيين.
تصريحات الرئيس السيسى من قاعدة محمد نجيب سبقتها مبادرة للحل السياسى تدعو الأطراف الليبية للانخراط فى الحل السيسى واستبعاد المرتزقة والتنظيمات الإرهابية.
من بداية الأزمة الليبية تؤكد مصر أنها ليس لديها أطماع فى نفط ليبيا، وأن استقرار الوضع فى ليبيا فى حد ذاته ضمان للأمن القومى المصرى.
ليبيا منذ سقوط القذافى مركز للمرتزقة والميليشيات الإرهابية داعش والقاعدة متحالفة مع المتطرفين فى الداخل، وعندما تحولت إلى قواعد لتخطيط العمليات الإرهابية تعاملت مصر بحسم.
التصريحات الأخيرة للرئيس السيسى كانت واضحة: الأمن القومى المصرى خط أحمر، فى المقابل اعتاد الرئيس التركى رجب أردوغان أن يخوض حروبا بالوكالة من خلال التنظيمات التكفيرية، فعلها فى سوريا وراهن على داعش والنصرة وشارك داعش اقتسام النفط المسروق من سوريا والعراق، وظهرت فيديوهات لبلال أردوغان وهو يعقد اتفاقات لشراء النفط المسروق من داعش، و كانت تركيا ممرا لدخول وخروج الدواعش والقاعدة من العالم إلى سوريا والعراق قبل الهزيمة، بعدها بدأت عميلة نقل الإرهابيين إلى ليبيا، واعترف أردوغان بذلك أمام اجتماع حزبى.
نقل المرتزقة إلى ليبيا تم باتفاق مع الوفاق، الذى يعتمد على المرتزقة والتحالف مع داعش والقاعدة، ويدفع السراج رواتب المرتزقة من أموال الشعب الليبيى.
هذه التفاصيل تعرفها مصر، والمرتزقة هم من يعرقلون أى حل سياسى، وبالطبع فإن المرتزقة يمثلون عبئا على أردوغان بعد ما قدموه من خدمات، وينتظرون منه أن يحميهم ويوظفهم.
الميليشيات والمرتزقة تهدد الأمن القومى المصرى، ومن هنا كان تحذير الرئيس السيسى حاسما، ويدرك أردوغان والسراج أنه جاد وتسنده القوة اللازمة، ولهذا أصدروا تعليمات إلى الجزيرة وتوابعها وظهرت حالة من الهيستريا وحاولت قلب الحقائق بأن مصر تعلن الحرب.
الواقع أن مصر من مصلحتها استقرار الأوضاع فى ليبيا، وأن تكون لليبيين، وهو أمر لا يتحقق فى وجود التدخل الخارجى والمرتزقة، وأن إزالة هذه العراقيل تمكن من حل ينهى معاناة الليبيين .
الموقف المصرى كشف أهداف اردوغان من استمرار الصراع فى ليبيا، استمرار الحصول على إتاوة من الوفاق وعقود نفطية، التهديد الحاسم بالقوة وإعلان خطوط حمراء فى سرت والجفرة يقوم على معطيات، وتسنده القوة، ولهذا انعكس فى صراخ قناة الجزيرة وتوابعها، دفاعا عن غزو وتدخل تركى.
اللافت أن المواقف الامريكية والغربية التى تلت التحرك المصرى أشارت إلى تفكيك المرتزقة، حتى الدول التى ترتبط بعلاقات أو مصالح مع التحركات التركية كانت على دراية بقوة التحركات المصرىة. وبعض المحللين التابعين لتركيا سواء من الإخوان أو ذيولهم انخرطوا صراخ مزدوج استدعوا مرتزقة يطلقون تصريحات فكاهية تكشف عن جهلهم بل إنهم رددوا أكاذيب عن مستنقع وحرب.
بالطبع فإن الحرب جزء من إدارة الصراع، ولم تتوقف طوال سنوات، لكن إدارة الصراع تجمع بين مبادرة للحل السياسى مع تهديد حاسم للمرتزقة بعدم تجاوز خطوط معينة، هى حرب باردة تقوم على حسابات القوة على الأرض، و بناء على قواعد الصراع التى استقرت فى الحرب الباردة، حيث كل طرف من القوى الكبرى الأمريكان والسوفيت يمتلك قدرات على تدمير الطرف الآخر ولم يدخلا فى مواجهة مباشرة، وهنا لعبة شطرنج، مصر وضعت النقاط على الحروف ونجحت فى تحريك القضية الليبية، وأبعاد صراع تصنعه وتديره مرتزقة وتحركات تركية تقوم على الأطماع وتزدهر فى وضع فوضوى، وخلال عشر سنوات لم يدخل الأتراك مواجهة مباشرة وأداروا الأمر بالوكالة من الميليشيات والمرتزقة، وبالتالى يعرفون توازنات القوة بالفعل وليس من منصات دعائية تصرخ وتحاول قلب الوقائع.