مع بداية موسم الامتحانات كل عام، تبدأ صفحات الغش نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يهدف القائمون عليها لجمع المال من ورائها، إلا أنهم يساهموا بشكل مباشر في إفساد العملية التعليمية والإطاحة بمجهود الطلاب المتميزين.
أحلام القائمون على صفحات الغش الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تكوين "بيزنس كبير" جراء هذه الصفحات، تتحطم على يقظة رجال الأمن، الذين يرصدون هذه الصفحات والجروبات، ويلاحقوها ـ بعد تقنين الإجراءات ـ حفاظاً على سير العملية التعليمية والامتحانات.
وخلال الأيام القليلة الماضية، نجحت وزارة الداخلية في ضبط عدد من القائمين على هذه الصفحات و"الجروبات السرية"، سواء على الفيس بوك أو "جروبات الواتس آب" و"التليجرام"، وتبين أنه معظم القائمين عليها طلاب.
الأمر لا يتوقف على محاولات تسريب أسئلة الامتحانات على هذه الجروبات والصفحات، وإنما الأمر يتخطى ذلك وصولاً لوجود صفحات على السوشيال ميديا تروج لبيع سماعات وأدوات الغش، ويتم ملاحقتها وضبط القائمين عليها.
للآسف، يلجأ البعض لتطويع التكنولوجيا الحديثة لصالح جرائمهم، واستخدامها في أعمالهم الاجرامية بدلاً من الاستفادة منها في العملية التعليمية، عن طريق نشر المراجعات والمواد التعليمية المختلفة التي تساعد طلابنا في استذكار دروسهم.
الجريمة الالكترونية باتت هي الخطر القادم، حيث لا ترتبط بمكان، ولا تعترف بالحدود الجغرافية للبلاد، وإنما يمكن ارتكابها من أماكن بعيدة، ويُعرف القائمون عليها بأنهم "أصحاب اللياقات البيضاء"، حيث يرتكبون جرائهم وهم جالسون على مكاتبهم بـ"ضغطة زر" على الـ"كيبورد"، دون أن تتلوث أيديهم بالدماء.
ومع زيادة التقنيات الحديثة والمتطورة في عالم الانترنت، يستغله الخارجون عن القانون لارتكاب مزيد من الجرائم، إلا أن أجهزة الأمن تسبق المجرمين دائماً بخطوات لوأد جرائمهم.