فى تصرف لا يمت للقانون ولا للأعراف الدبلوماسية بصلة، استدعى الحرامى التركى رجب أردوغان مسئول البنك المركزى الليبى إلى أنقرة ، وهناك أمره بتحويل 8 مليارات دولار إلى البنك المركزى الليبى فى صورة ودائع بفائدة صفرية أى بدون فوائد ، كما أمره بتحويل كل الأرصدة والحسابات الليبية فى البنوك الأوربية إلى البنك المركزى التركى ، ونفذ مسئول البنك الليبى التابع للسراج والتنظيم الدولى للإخوان الأوامر الأردوغانية وعاد إلى بلاده دون أن ينتحر أو حتى يعترض على نهب أموال بلاده.
ما فعله أردوغان من نهب مباشر للأموال الليبية سبقه إرسال وفد مخابراتى واقتصادى تركى إلى السراج منذ أسابيع ، لماذا ؟ ليطالب بأمرين ، الأول تحويل 3 مليارات دولار إلى البنك المركزى التركى ، تحت حساب المصروفات العسكرية والعتاد ومرتبات المرتزقة السوريين الذين يحمون حكومة الوفاق الساقطة ، والأمر الثانى أن حرامى تركيا أخرج كل دفاتره القديمة ، وفيها تعويضات بأحكام محاكم تركية تحت وصايته وتوجيهه لصالح شركات تركية منذ عهد القذافى.
الحرامى التركى يريد باختصار أن يحصل على كل عوائد تصدير النفط الليبى من البنك المركزى أولا بأول على اعتبار أنه وضع يده على ليبيا بمساعدة خرفان التنظيم الدولى للإخوان الذين يعتبرون دعم الليرة التركية ورجب أردوغان فى صلب تصورهم الدينى الشاذ ، وهو – أى أردوغان – سيجد تبريرات شكلية لابتلاع الأموال الليبية ، كأن يفك الودائع الليبية لتسديد التعويضات التى ستصدر بها أحكام من محاكم تركية ضد ليبيا ، والغريب أنه ينهب أموال الشعب الليبى تحت سمع وبصر واشنطن والاتحاد الأوربى والمؤسسات الأممية ، ولا تسأل كيف ولماذا؟ لأن القوى الكبرى متواطئة فيما بينها لتمرير أطماع الأردوغان التركى.
الاتحاد الأوربى وخصوصا إيطاليا وألمانيا ، تريدان التخلص من الجماعات الإرهابية والمقاتلين المتطرفين الذين يستخدمهم أردوغان ، وتحويل وجهة هؤلاء المرتزقة إلى ليبيا ونشوب حرب طاحنة هناك يضمن مقتل أكبر عدد من المرتزقة الإرهابيين ، كما أن واشنطن ما زالت تسعى إلى موجة جديدة من الفوضى الخلاقة فى المنطقة والدور الآن على دول شمال أفريقيا ،أما روسيا التى تتعامل مع جميع الأطراف فى ليبيا، فيهمها أن تظل ليبيا فى فوضى وحروب حتى لا تنتج البترول والغاز بكامل طاقتها وتنافس المشاريع الروسية للانفراد بإمداد أوربا بالغاز ، وهو هدف مشابه للهدف الأمريكى من تدمير سوريا وتقسيمها ، فقد عملت واشنطن على إزاحة بشار الأسد وتقسيم سوريا حتى يتسنى لها إمداد خطوط الغاز القطرى إلى أوربا عبر سوريا ومنع روسيا من التمدد فى أوربا.
حرامى تركيا الآن بعد عجزه عن تجاوز الخط الأحمر " سرت – الجفرة" عسكريا ، يسعى للحصول على أكبر قدر من المكاسب المالية ، من خلال ربط البنك المركزى الليبى بالبنك المركزى التركى ، ومن هنا جاء قرار الجيش الوطنى الليبى والقبائل بوقف إنتاج النفط وتصديره من الحقول النفطية الكبيرة بمنطقة الهلال النفطى ، لأن الأرصدة تذهب مباشرة إلى البنك المركزى الليبى، ومازالت المؤسسات الأممية تضفى الشرعية على حكومة السراج المنتهية والساقطة منذ سنوات ، ولذا تجد أن الخطاب المتكرر من واشنطن إلى جوتيرش مرورا بالاتحاد الأوربى ، ضرورة ضخ البترول الليبى وتصديره بأسرع وقت ، بينما الجيش الوطنى الليبى والبرلمان يطالبان بمنع السراج من تحويل أموال الشعب الليبى لتركيا أولا بأول.
هذا الوضع الملغوم فى ليبيا لن يستمر طويلا ، رغم الاستجابة لتحذيرات الرئيس السيسي بمنع تجاوز الخط الأحمر فى سرت – الجفرة وبحث التوصل لحل سياسى بمشاركة جميع الليبيين مع ضمان تمثيل الأقاليم الليبية الثلاثة طبرق وفزان وطرابلس فى أى مجلس رئاسى مقبل مع عدم انفراد رئيس المجلس بالقرار مثلما يفعل السراج حاليا . السراج أصبح دمية فى يد الحرامى التركى ، لدرجة أنه أرسل إليه وزير دفاعه خلوصى أكار ورئيس الأركان لوضع خطة غسيل سمعة الميليشيات الغرهابية ، من خلال إنشاء مسمى وهمى للحرس الجمهورى يضم كل الميليشيات المقاتلة بزعامة الإرهابى خالد الشريف زعيم جماعة مقاتلى ليبيا الموالية لتنظيم القاعدة ! لا تتعجب نعم الإرهابى خالد الشريف التابع لتنظيم القاعدة سيصبح مسئول المخابرات بحكومة الوفاق ورئيس الجهاز العسكرى الجديد الذى يدمج كل الميليشيات تنفيذا للطلب الأمريكى.
المسخرة التى يمارسها الحرامى التركى فى ليبيا ، لن تنتهى إلا بالضرب على يده من خلال تقدم الجيش الوطنى الليبى ، بمساعدة الدول الصديقة و" الطائرات المجهولة" للسيطرة على كل الأراضى الليبية وطرد السراج من طرابلس وبدء عملية سياسية شاملة.