لم تتعرض مصر طوال تاريخها، الممتد قبل التاريخ ذاته، لما تعرضت له بعد ثورة 30 يونيو من حرب شرسة، هدفها تفكيكها ومحو هويتها وضرب حاضرها ومستقبلها من قبل أجهزة ودول وجماعات إرهابية من الداخل تساعدها فى تنفيذ مخططها الخبيث ضد الدولة المصرية.
كما لم يتعرض رئيس أو حاكم مصرى منذ الفراعنة وحتى الآن لما تعرض له الرئيس عبدالفتاح السيسى من شائعات نالته ونالت أسرته وأعماله ومشروعاته التى سهر على متابعتها منذ كانت فكرة، مروراً بتنفيذها حتى افتتاحها لخدمة المواطن المصرى، وحل المشاكل التى كانت تواجهه.
بضربة واحدة وهى «ضربة معلم» دشن الرئيس عبد الفتاح السيسى الموقع الرسمى لرئاسة الجمهورية، فى احتفالات الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو، ليعد أكبر منصة رقمية لرئاسة الجمهورية، تتيح خدمات إلكترونية منوعة ما بين الإخبارية والتاريخية والمعلوماتية فى زمن قياسى، إذ إن عملية إطلاق هذه المنصة الرقمية لم يستغرق سوى 18 شهراً فقط، لتجميع وتبويب وفهرسة المادة العلمية والإخبارية المتعلقة بمؤسسة الرئاسة المصرية، وقام بهذا الجهد فريق ضخم يضم أكثر من 40 شاباً من تخصصات متنوعة من المركز الإعلامى لرئاسة الجمهورية وبمعاونة وزارة الاتصالات.
يعد الموقع أكبر بوابة للدولة المصرية على شبكة الإنترنت، فهو – ابتدءاً- يقدم بصورة مركزة وبأحدث طرق العرض الإلكترونى معلومات أساسية عن الدولة «المساحة والموقع والتاريخ واللغة والعملة والعلم والنشيد»، وخريطة معلوماتية تفاعلية للجمهورية، ونسخة إلكترونية من الدستور المصرى للاطلاع عليها وإمكانية تحميلها، وبياناً بالعطلات الرسمية بمصر خلال 2020، فضلاً عن روابط تؤدى بالمستخدم لمواقع معظم الجهات الرسمية.
هنا لابد ألا نتوقف عند الموقع فقط، بل لابد أن نبحث عن فوائده ورسائله التى أرسلها منذ بدأنا التصفح بلغاته الثلاث «العربية والإنجليزية والفرنسية» وهذه اللغات فى رسالتها الأولى تربط المغتربين المصريين وأولادهم من الجيلين الثانى والثالث بوطنهم، بل ويطلعهم الموقع على مستقبل مصر، حيث يقدم عرضاً لرؤية مصر المستقبلية 2030، ويطلعون على المُخطَّط المستقبلى الذى يخبرهم أن مصر تشهد نهضة شاملة تستثمر عبقرية المكان وتفرد الشخصية المصرية، وتراعى خصوصية المرحلة التاريخية بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة، ويرتقى بمستوى المعيشة، الكل هنا على موقع الرئاسة يحصل على المعلومة الصحيحة والموثقة، بالإضافة لخاصية البث المباشر للفعاليات المهمة فى مصر أو التى سيكون الرئيس متواجداً فيها، وعدم وقوعهم فريسة للأخبار الكاذبة التى تبثها القنوات التحريضية ضد الدولة المصرية التى تستهدف تشويه كل إنجاز للشعب المصرى، كما يقدم مؤسسة الرئاسة فى مصاف المؤسسات القيادية فى العالم التى ترتكز على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة لتقديم كل ما يلزم من معلومات ووثائق لكل مهتم بالشأن المصرى فى جميع دول العالم، ليكون بمثابة سند علمى لكل الدارسين والمحللين والإعلاميين والمؤرخين المهتمين بالقضايا المصرية.
تعطى مصر القدوة فى كتابة تاريخها، وللتأكيد على أن تاريخ مصر حلقات متتابعة لا يمكن استشراف مستقبلها دون دراسة ماضيها، يفرد الموقع مساحة للتعريف برؤساء مصر السابقين فى العصر الحديث بلا استثناء وتقديم نبذات معلوماتية مركزة عنهم، وأيضاً الحكام القدامى بداية من محمد على باشا مؤسس الأسرة العلوية مروراً بجميع أبنائه وأحفاده ممن حكموا مصر حتى الملك فاروق الأول.
وأنت تتصفح الموقع لا تنسى زيارة المتاحف والقصور الرئاسية وتقوم بجولة افتراضية فى القصور الرئاسية التاريخية الستة، وهى: قصر عابدين «بالإضافة إلى متحف الرئاسة به» وقصر القبة، قصر الطاهرة، قصر رأس التين بالإسكندرية، وقصر الحرملك بالمنتزه بالإسكندرية، حيث يتمكن مستخدم الموقع من التجول داخل كل قصر بتقنية عرض الصور 360 درجة، يقدم الموقع استعراضاً تاريخياً لقصة الـ6 قصور رئاسية تاريخية، ويستعرض وصف هذه القصور والتصميم المعمارى لها والأحداث التاريخية التى شهدتها، ولا تنسى أيضاً أن تشاهد الهدايا التى قدمت للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حرص على ترسيخ قيم النزاهة والشفافية والتجرد، وتأكيدًا لالتزام الدولة المصرية بنصوص الدستور والقانون، وبأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسى نفسه بتخصيص إحدى قاعات قصر عابدين لتكون متحفاً للهدايا التى تقدم له، وسيرًا على نهج ملوك مصر وحكامها السابقين، يضم المتحف جميع الهدايا التى تلقّاها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه الحكم وحتى الآن، ليضاف متحف هدايا رئاسة الجمهورية «قاعة هدايا السيد الرئيس» إلى المتاحف الأربعة الأخرى التى يضمها قصر عابدين، وهى «متحف الأسلحة، متحف الأوسمة والنياشين، متحف الفضيات، ومتحف الوثائق التاريخية».
أما درة العقد بالنسبة للخدمات المعلوماتية المميزة التى يقدمها الموقع الإلكترونى لرئاسة الجمهورية فهى باب الافتتاحات الرئاسية والمشروعات القومية، هذا الباب يقدم مادة أرشيفية كاملة لجميع أنشطة الافتتاحات والمشروعات القومية منذ يونيو 2014 وحتى الآن، مرتبة بصورة مسار زمنى Timeline وتتضمن كل مادة بها صوراً ومقاطع فيديو، ويمكن للمستخدم اختيار سنة معينة للاطلاع على المشروعات والافتتاحات خلالها، وهنا تشتعل النيران فى أموال قطر ومؤامرات النظام التركى بالتعاون مع خونة الداخل الذين شككوا فى هذه المشروعات وقاموا بإنفاق المليارات لإطلاق الشائعات حول هذه المشروعات مستخدمين لجانهم الإلكترونية للتأثير على العلاقة بين الشعب ومؤسساته بل والعمل على قتل الطموح والأمل عند الشعب المصرى.
كما يستعرض الموقع كل الخطب التى القاها الرئيس السيسى منذ توليه الرئاسة، والتى كان آخرها خطابه فى ذكرى ثورة 30 يونيو السابعة، وكان أول خطاب للرئيس فى حفل تنصيبه رئيسا 8 يونيو 2014 بقصر القبة الرئاسى.
وفى رساله مهمة يقدمها الموقع وهى التواصل البناء وفتح الباب أمام كل من لديه اقتراح لتقديمه، وبذلك يصل للرئاسة التى بدورها تقوم بدراسته ويحصل على فرصتة للتنفيذ إذا كان مفيداً، وهنا أرجو عدم إرسال الشكاوى والمظلوميات عليه، فهناك بوابة الشكاوى الحكومية وحتى لا تتوه الاقتراحات الجيدة وسط زحام هذه الشكاوى، الموقع هنا تفاعلى ويجب أن نتعامل معه بجدية ونقدم اقتراحاتنا بأسلوب توصيل المعلومة بدقة.
ولا عزاء لأموال القطريين وذبابهم الإلكترونى التى أشعل فيها النيران موقع الرئاسة الذى فضح كذبهم، فالمصريون الآن يعلمون العالم من جديد كيف يكتب التاريخ.