يقول الله تعالى فى كتابه العزيز "ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون" ويقول سبحانه وتعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" هذا فضل الله سبحانه وتعالى على الشهداء، وليس بعده فضل، لكن ماذا عن دورنا نحن تجاه الذين ضحوا بحياتهم من أجل حمايتنا وحماية بلادنا وحماية دين الله الحق؟
تمر، اليوم، ذكرى استشهاد البطل أحمد المنسى، الذى رحل فى 7 يوليو من عام 2017 وهو يواجه أعداء الإنسانية، الذين أرادوا أن يقتحموا "كمين البرث" فى سيناء، لإثبات وجودهم وقوتهم، لكن المنسى ورجاله وقفوا لهم بالمرصاد وضحوا بحياتهم، حتى عجز الإرهابيون رغم كثرة عددهم على احتلال المكان.
وتحول "المنسى" إلى رمز لكل الشهداء الذين ضحوا براحتهم وراحة أسرهم وحياتهم ذاتها من أجل الوطن وقضيته الكبرى، وقد أثبت مسلسل "الاختيار" الذى أنتج فى رمضان الماضى، أن الشعب المصرى معترف بفضل الشهيد، ومدافع عنه، ومعلٍ من قيمته طوال الوقت.
ومن هذا المنطلق، نطالب وزارة التربية والتعليم، باحتواء مناهجها التعليمية والتربوية على نماذج لشهداء مصر وعلى رأسها قصة الشهيد أحمد المنسى، وذلك لأسباب عدة منها توفر مادة كافية، ليصبح الموضع مكتملا، عندما يقرأه الطالب يستحضر فى روحه عظمة مصر وينمى فى داخله معانى الوطنية وحب الاستشهاد دفاعا عن الوطن.
نعلم أن رجال التربية والتعليم يعملون كل سنة على النظر فى المناهج بالإضافة والحذف وأحيانا التغيير، وحتما هم شاهدوا وسمعوا وعرفوا رد فعل الناس على قصة الشهيد المنسى، وكيف شعر كل واحد منهم أنه بمثابة ابن أو أخ له، حتى الأطفال عرفت الحكاية وتأثرت بالقصة، وكل ذلك سيكون بالطبع فى صالح المنهج التربوى.
وفى ظل التغيرات الكبرى التى تصيب المجتمع، خاصة التغيرات الثقافية التى تفرض علينا قيما لا يعلم بها إلا الله، نحن بحاجة إلى قيم "حقيقية" وقفت فى مواجهة الجهل والتعصب والتطرف وأحبت الوطن وضحت من أجله، هذه القيم هى التى ستنتج فى المستقبل أجيالا تقوم بدورها وتدافع عن أرضها وتحمى حق شهدائها.