كيف سيكون شكل العام الدراسى الجديد؟ هذا هو سؤال الساعة الذى يشغل الآن كل الأسر فى طول البلاد وعرضها، فما من بيت يكاد يخلو من طالب أو طالبة فى مرحلة تعليمية أو أكثر، ولذا فإن المنزل بأكمله يبدأ مبكرا كل عام الاستعداد للسنة الدراسية الجديدة وذلك أملا فى أن يكون التوفيق حليفا للأبناء فى نهاية العام عبر امتحانات يدعو الجميع الله دوما أن تمر بسلام، ولكن الأمر يبدو مختلفا إلى حد كبير فى الوقت الراهن فى ظل الأجواء الاستثنائية التى فرضها فيروس كورونا على الكثير من مجريات الأمور ومع عودة الحياة تدريجيا فإن الجميع يتساءلون عن الشكل الذى سيكون عليه العام الدراسى 2020 -2021؟.
مقترحات كثيرة تدرسها وزارة التربية والتعليم بصورة معمقة فى الوقت الراهن بالتعاون مع الجهات الرسمية المختصة، من بينها أن يتم تقسيم الطلاب لمجموعات بحيث يتمكنوا من الحضور للمدارس فى فرق موزعة على عدة أيام، لضمان التغلب على مشكلة الكثافات المرتفعة للمدارس والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعى التى تقتضيها إجراءات مواجهة الفيروس.
ومن بين المقترحات تقليص الأسبوع الدراسى إلى يومين فقط تمتد الحصص والأنشطة الدراسية خلالهما حتى الساعة الخامسة مساء فى مقابل الاعتماد على التعليم أون لاين بقية أيام الأسبوع، وهذا المقترح وإن كان قابلا للتطبيق خلال المرحلتين الإعدادية والثانوية فإنه لا يبدو كذلك فى المرحلة الابتدائية بحسب ما أكده الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم فى وقت سابق، حيث تحتاج هذه المرحلة نظرا لصغر العمر السنى إلى تواصل مباشر ودائم بين التلميذ والمعلم .
وبعيدا عن كورونا فإن هناك اتجاها عاما متزايدا لدى الدولة على المدى البعيد للاعتماد على التعليم الالكترونى حيث سيتسلم الطالب تابا يحمل نسخة كاملة من المناهج وشرحها بالفيديو وبطريقة عرض مشوقة، وهو ما ينهى عصر الكتب المدرسية التى كانت طباعتها تتكلف سنويا الكثير.
الوزارة أعلنت رسميا عن دراسة جميع المقترحات الممكنة من أجل سلامة الطلاب فى العام الدراسى الجديد فى ظل عدم وجود مدى زمنى محدد للقضاء على فيروس كورونا حتى الساعة، فيما طالب البرلمان على لسان عدد كبير من نوابه بالدراسة المتأنية للملف برمته، ووضع مقترحات وحلول لجميع المشكلات التى يمكن أن تعوق انطلاق العام الدراسى الجديد وفى المقدمة منها حل مشكلة الكثافات المرتفعة فى المدارس.
الإعلان رسميا عن شكل وموعد العام الدراسى الجديد من المقرر أن يتم عقب ماراثون الثانوية العامة، والذى تتواصل حلقاته خلال الفترة الراهنة، فيما تنتظر الكثير من الأسر القول الفصل حتى تستعد لسنة دراسية استثنائية فى ظل الوباء جيدا وبشكل مبكر كما جرت العادة فى كل عام.
فى كل الأحوال، فإن نجاح العام الدراسى الجديد لن يكون مسئولية وزارة التربية والتعليم وحدها، نعم، يجب أن تتحمل الجزء الأكبر فى المهة بطبيعة الحال، ولكن لابد أن يعاونها أيضا البيت والطلاب خاصة فى المراحل التعليمية ذات الشرائح السنية الكبيرة.
وفى كل الأحوال، فإنه لا يوجد قرار دون إيجابيات وسلبيات فى الوقت نفسه، ولكن الدراسة المتأنية والحوار المجتمعى يفيدان كثيرا فى صياغة القرار بصورة تضمن تحقيق أكبر قدر ممكن من الفوائد وتقليص الخسائر إلى أدنى حد ممكن.
التعايش مع كورونا يعنى أن هناك جهدا مضاعفا على عاتق الجميع معلمين وطلاب وأولياء أمور ومسئولين فى التربية والتعليم وفى جهات الدولة المختصة كى نعبر بسلام من عنق زجاجة الوباء عسى أن يعجل الله بالفرج عما قريب.
حفظ الله مصر وطلابها من كل سوء