رجل تعلق قلبه بالمساجد كلما نودي للصلاة فيها سارع إليه، وإذا قضيت الصلاة ظلّ القلب معلّقًا بالمسجد، وإن خرج منه الجسد حتى يعود إليه مرة أخرى.
رحم الله عمي (طه) كان رجلا صالحا قلبه معلقا بالمساجد، وقبل أزمة كورونا الأخيرة والتي تسببت في غلق باب المسجد، فزاده المرض..
أغلق المسجد ولكن قلبه كان مازال عالقا بالأذان وبات يصحو كل ليل ليؤذن في سريره..
ومنذ ساعات وتحديدا في الساعة الرابعة عصرا اتصل به ابنه الأكبر قائلا له "عايز اشوفكم كلكم تعالي وهات اخواتك قبل ما أموت".. وبالفعل تجمعت أسرة عمي حوله ليودعهم بكلمات وصاية على أخوهم المريض واختهم المقبلة علي الزواج..
وبعد أن أكمل كلماته الصغيرة ووصيته لهم، شرب شربة ماء ولفظ أنفاسه الأخيرة ليلقى وجه ربه الكريم..
رحم الله عمي كان بارا بوالديه وأخواته، وترك في الدنيا من الأبناء الصالحة رجالا تدعو له وعملا ينتفع به..