دهس عجلة الإنتاج تحت عجلات توك توك

ربما يكون أسوأ ما تقابله في يومك العادي هو رؤية مركبة التوك توك، قبيحة الشكل والمعنى، ذلك أن مشكلات عدة، ترقى لمرتبة جرائم في بعض الأحيان، يسببها هذا المشروع الفاشل، فلا هو وسيلة نقل آمنة، ولا هو مشروع يحمل مستقبلا للشباب أو لبلادهم، فضلاً عن مساوئ السير عكس الاتجاه، والحوادث المتكررة، والتسبب في التزاحم والازدحام، حتى أن كل مدن مصر تقريباً باتت تعاني وجود هذه الظاهرة القميئة. على كل ما سبق من منغصات يومية، يعانيها المواطن، ومع كل جريمة وحادثة، تبرز سلبية أخرى، أشد سلبية، وأكثر تأثيراً على المستوى البعيد، وكارثية للدرجة التي تجعل مواجهة التوك توك فرض عين، وليست مقصورة على أسباب مثل التزاحم والجرائم والحوادث، وإن كان لتلك الأسباب وجاهة إنسانية ومجتمعية ما، غير أن هناك الأصعب. الأصعب في وجود هذا الاختراع القبيح، هو أن عجلة الإنتاج والتصنيع في مصر، وقطاع الحرف، باتوا مهددين تماماً، ويعانون نقص العمالة، لانصراف الشباب عن الحرف الشاقة، لهذا الاختراع التافه السيئ، والشغلانة المعيبة. على كل مستويات الحرف، وبمختلف أنواعها، تلحظ عجزاً ما، متمثل في وجود الصنايعي، وعدم وجود صبيان صغار، في طريهم لتعلم الصنعة ذاتها، ذلك أن من يعيشون المرحلة السنية للصبي الحرفي، أصبح ما شاء الله "سائق توك توك قد الدنيا"! 3 حرف مختلفة، دار بيني وبين أربابها نقاشاً مطولاً خلال الأيام الماضية، وتحدث معي كل منهم عن ما يعانيه من ندرة المساعدين "الصبيان"، وانعدام الرغبة لدى من هم في أول عمر الشباب في العمل بالحرفة، وعزوف الجميع عن الحرف، للشغلانة الأقل مشقة، وأكثر انحلالاً، ألا وهي "التوك توك". ناقوس خطر، يحمل صوته من الجدية والجدارة ما يجعل فتح النقاش على المستوى الرسمي أمر حتمي بشأن تخليص البلاد من هذا الوباء، وإعادة الشباب للورش والحرف، ودفع عجلة التصنيع، والحرف، والإنتاج بطاقة بشرية، حتى لا نجد أنفسنا بين ليلة وضحاها، بلا حرف، بلا تصنيع، بلا إنتاج، بعدما باتت هذه الحرف غير مرغوب فيها، لما تحمله من مشقة، ومقابل مادي قليل، مقارنة بمكاسب المركبة الشريرة القبيحة "التوك توك". التوك توك، بات يهدد عجلة الإنتاج، هذه حقيقة لا تحتمل الشك، وهدد الحرف اليدوية، بانصراف الصغار عنها، وهدد المصانع وأهلها، ومنتجاتها، ليضيف لتهديد البشر، والأمن، والسلم، والأخلاق، والمجتمع، تهديدات أخرى، تجعله يحتل المرتبة الأولى كأسوأ اختراع دخل مصر، وعليه فإننا نضع كل هذه التهديدات في رقبة وضمير كل من يمتلك سبيلاً للخلاص من هذا الوباء، وندعو الدولة لإعادة كل هذه الطاقة البشرية للمصانع والحرف، وأيضا الأخلاق، وبناء جيل من شباب الحرف، بدلاً من أجيال البلطجية والسوابق التي يخرجها هذا الاختراع اللعين.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;