مهما وصل الظن المشوه المصنوع عمدا فى عقول بعض المصريين على مدار عقود حول أسس الدولة وقوتها، إلا أن مقدرة الدولة المصرية مغايرة تماما لكل تلك الظنون، وذلك لأن الدولة التى ذهبت بعيدا عن تاريخها طوال عشرات السنوات، كان الجيش المصرى فيها الجهة الوحيدة تقريبا المحافظة على ثباتها، وحيث ساهم ذلك الثبات فى الحفاظ على الدولة كلها حينما تقررت الظروف فى العالم أن تدخل مصر فى دوامة الثورات، فكانت قوة الجيش فى ثباته طوال العقود الماضية، واستطاع الجيش المرور بمصر من مرحلة الفوضى لمرحلة الاستقرار، وساهم فى تأمين مصر على كافة الاتجاهات.
ومع ولاية الرئيس السيسى انتقل الجيش من الثبات للقفزات غير المسبوقة، وهنا تجدر الإشارة أننا تتحدث عما حدث فى الجيش وليس الدولة ككل، والتي شهدت هي الأخرى مسارات غير مسبوقة، ومما قدمناه سابقا أذهب للنقطة المراد الانتقال إليها وهى قوة الجيش نفسه و التى تحتوى على كثير من التفاصيل اكتب عنها وانا فى المنصة لحضور المناورة الاستراتيجية حسم 2020، والتى يحضرها الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة، والفريق محمد فريد رئيس أركان الجيش المصري، وتظهر أمامى مجموعة من البيارق " البيارق هي أعلام ذات ألوان مختلفة " وتشير تلك البيارق لعلامات توضح قوات الجيش المصري ونقاط أخرى لنماذج حددت كأهداف إرهابية، ومع سير مراحل المشروع الذى ينفذ بالمنطقة الغربية العسكرية، تبدأ حالة من الحماس الشديد لكل من فى المنصة، فضربات أبطالنا من المنطقة الغربية العسكرية، تحمل دهشة كبيرة، فكلها اصابات فى "السوادة"، أى اصابات مباشرة للأهداف، وتلك الأمور ليست فى الدبابة والطائرة والمدفع، ولكن الجندى الذى يحمل الآر بى جى، فالضربات متتالية، والاصابات مباشرة، والميكرفون لا يكف عن قول " اصابة مباشرة"، والنيران تظهر من بعيد فى الأهداف التى تم وضعها، ورغم أن المناورة فى الإطار التدريبى إلا أن بيارق الميدان تحولت فى النهاية لبيارق النصر، فكل البيارق تتجه جهة العدو، ويقف من خلفها أبطال عظام من الجيش المصرى، يعلمون يقينا أن الوصول لمهارة المواجهة هو نتاج تدريبات مستمرة لعقود، وكذلك خطط يتم تطويرها وتحديثها بشكل مستمر، وقادة يعلمون قيمة ما يتولونه من مسئولية، وصولا لقيادة سياسية تعى تماما قيمة مصر ، وقيمة ما ينتظرها من مستقبل، هم مؤتمنين عليه، ورسالة للجميع أن القادر القوى قادر على فعل مايريد، مهما علت الظنون، وتراءت للنفوس المشوهة أمور غير ذلك.