أسلوب وضيع ليس بجديد على المنابر الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين - حكومة قطر - ازدادت حدته خلال الأسابيع الماضية تجاه مصر وإدارتها، في ظل التطورات التي تشهدها الساحة الليبية وأيضًا أزمة سد النهضة الأثيوبى.
الجزيرة في مساء أمس سارعت بالتناول الإعلامي للتصريحات الإثيوبية حول بدء ملء سد النهضة، وعلى الرغم من نفي الجانب الأثيوبي لها فيما بعد؛ إلا أنها مستمرة في الحديث حول الأزمة وإطلاق الأحكام والتحليلات التي تعمل على خدمة مموليها وأهدافهم ومن يُعاونهم في سياساتهم الإرهابية.
في واقع الأمر لسنا في دهشة مما تنتهجه من سياسات إعلامية، ولكن المُلفت هو أحد العناوين التي أخذت منصات الجزيرة عبر السوشيال ميديا في الترويج له وهو "ساعة العطش"، فهو يعكس مدى الحقد والكره ليس فقط للنظام المصري ولكن لمصر وشعبها بشكل عام.
العنوان يحمل في طياته نوع من الشماتة في الشعب المصري، وهو أسلوب غير مقبول من الأساس على المستوى الاعلامي أو حتى السياسي، فدائمًا الخلافات تكون بعيدة كل البُعد عن الشعوب أو محاولة ايذاءهم، بل على العكس تكون هي محط الاهتمام الأول، الذي تحاول الأطراف المُخالفة لسياسات حُكامها أن لا تكون مواقفها مؤثرة عليه سلبيًا.
وربما هذا ما فعلته دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) عندما أعلنت قطع العلاقات من النظام القطري بسبب دعمه للإرهاب والعمل على الأضرار بأمن المنطقة القومي؛ إلا أنها حاولت ولازالت قدر المُستطاع أن تحمي نفسها والمنطقة وفي نفس الوقت أن لا تسبب أضرار جسيمة للشعب القطري، فهو أولًا وأخيرًا شعب مغلوب على أمره، لا ذنب له فيما تفعله الحكومة القطرية بأشقائها.
أرى أن القائمين على الجزيرة بمثل هذا العنوان قرروا أن يُسدلوا الستار على أي معنى للمهنية وعلى شعارهم الرائج " الرأي والرأي الآخر" وأنها قناة لإعلاء صوت الحق وحقوق الإنسان، وهناك جانب إيجابي بهذا العنوان وهذه المضامين؛ لأن الرأي العام العربي والعالمي على درجة عالية من الوعي تجعله قادر على تمييز وتحليل ما يقرأه ويُشاهده؛ وسريعًا ما سيُدرك أكاذيب الجزيرة وأخواتها وما حاولت بثُه لسنوات تجاه مصر، وأن قضية النظام القطري ليست الحق والعدالة كما يدعي وإنما هي الحقد والكره لمصر وشعبها وما لديهم من مُقدرات وثروات وأمن وأمان لم يعرفه يومًا نظام قائم على الخيانة والانقلابات.