حاولت مصر منذ سنوات ومازالت بكل الطرق الدبلوماسية وبما تملك من ثقل دولي وعلاقات بكافة الأطراف والمؤسسات الدولية الضغط لحل الأزمة الليبية بالتفاوض وبطرق سلمية بعيدا عن التدخل الأجنبي بشكل يعيد للشعب الليبي وحدته واستقراره والحفاظ علي ثرواته .
اهتمام القيادة المصرية بإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية وبالمثل أزمة سد النهضة يعد تأكيدا وتجسيدا حيا لمبادئ السياسة الخارجية لدولة 3 يوليو في التعامل مع التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن القومي في كل الاتجاهات الإستراتيجية للدولة المصرية .
ورغم التأييد الدولي غير مسبوق للرؤية المصرية – إعلان القاهرة نموذجا - والترحيب من الداخل الليبي – لقاء الرئيس مع قبائل وأعيان ليبيا مثالا - وجاهزية القوات المسلحة علي الحدود الغربية لحماية الأمن القومي – مناورة حسم 2020 دليلا واضحا – إلا أن رسائل الرئيس السيسي كانت واضحة ومباشرة وهي دعوة للسلام وحل الأزمة بالتفاوض وليست دعوة للحرب رغم توافر كل المبررات ولكنها سمة الكبار والقيادة الحكيمة والرشيدة ويخطئ من يظن أن الصبر تردد أو ضعف كما أكد الرئيس قبل ذلك .
في المقابل انطلقت دعوات الحرب من حكومة ما يسمي بالوفاق التي يتحكم الوكيل العثماني في بوصلة توجهاتها وقراراتها هي والمليشيات والمرتزقة بالريموت كنترول داخل ليبيا .وحاولت ومازالت الحشد علي حدود سرت والجفرة وهما الخط الأحمر الذي حذرت القيادة المصرية من تجاوزه .
المخبول التركي الذي جن جنونه بعد أن أفشلت التحركات المصرية مخططات من يشغلونه وحولت أحلامه لكوابيس ، خاصة مع تزايد الرفض الدولي للتدخل التركي غير المشروع والذي يهدد دول شرق المتوسط والقارة الأوروبية، ولعل الإدانات الواضحة لنقل عشرات الآلاف من المرتزقة والأسلحة إلي ليبيا آخرها ما اعترف به تقرير البنتاجون الأمريكي مؤخرا أصابت الديكتاتور العثماني بلوثة عقلية دفعته للهرتلة بأن التدخل المصري في ليبيا غير شرعي .
يصر رئيس العصابة الإخواني اردوغان وتابعه السراج علي قرع طبول الحرب في ليبيا حتي لو كانت فارغة في محاولة بائسة للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه خاصة في ظل اشتعال أزماته الداخلية بسبب أوهام الخلافة التي تسيطر عليه وتدخلاته غير الشرعية في عدة دول بالمنطقة .
الخط الأحمر الذي حددته مصر أصبح كابوس يطارد اردوغان بسبب أطماعه في ثروات الهلال النفطي بالمنطقة لتعويض فاتورة تدخله بدعم تابعه السراج في طرابلس ..لكن هيهات أن يحدث ذلك فالجيش الوطني الليبي جاهز للتصدي لهذا المخطط ..وموقف مصر من التدخل ليس سريا بل تم إعلانه أمام العالم كله سنتدخل -إذا تم تجاوز الخط الأحمر- بطلب من القبائل والبرلمان والجيش وسنخرج بأمر منهم ونحن غير طامعين في ثروات الشعب الليبي .
مصر دفعت فاتورة باهظة جراء عدم استقرار ليبيا خلال السنوات لماضية ..ويكفي فقط ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية من أن القوات المسلحة المصرية دمرت حوالي 10 آلاف سيارة دفع رباعي محملة بالإرهابيين على الحدود الغربية خلال 6 سنوات ، بخلاف العمليات الإرهابية التي حدثت في مصر نتيجة التسلل عبر الحدود التي تمتد لأكثر من 1200 كيلو، ولعل عملية الواحات الإرهابية مثال فج علي خطورة عدم استقرار ليبيا وسيطرة الميلشيات علي الشرق الليبي .
يبقي أن نؤكد مرارا وتكرارا علي وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية و ثقتنا في القيادة السياسية وتفويضنا الكامل لمؤسسات وأجهزة الدولة المصرية لاتخاذ كل التدابير للحفاظ علي أمننا القومي .