فى ظنى أن الهجوم على صناع القبح فى الأرض واجب وضرورة وفرض، وهو أضعف الإيمان، وذلك لأن التشويه ليس "مزحة" نضحك لها، بل هو فكرة تتعلق بالجمال الذى هو غذاء الروح بالمعنى الفعلى.
وفى تمثال "مصر تنهض" للدكتور أحمد عبد الكريم، غاب الخيال تماما، والخيال ليس المقصود به "إيجاد شىء غير موجود" بل الخيال معناه "الطموح" ومعناه "تحطيم إطارات الواقع لصالح اكتمال الفكرة" وكل ذلك لم يكن موجودا فى التمثال.
وفى الحقيقة لا أعرف ما الذى رآه صاحب التمثال فى تمثاله، لدرجة أنه التقط صورا بجانبه ولدرجة أنه "شير" هذه الصور على صفحته الخاصة على الفيس بوك، وفى رأيى هذا هو المزعج فى الأمر، فالدكتور أحمد عبد الكريم الأستاذ فى كلية التربية النوعية فى جامعة حلوان، ولديه طلبة يعلمهم ويشرح لهم، بم يدرك "القبح" فى التمثال، والمعروف أن الإنسان منا دائما تحركه "مفاهيمه" للقيم ومنها الجمال والحق والخير وغيرها، وينقل ما يؤمن به إلى أبنائه أو تلاميذه أو قرائه أو حتى الجالسين معه على المقهى.
وجميعنا يعرف أن هناك مساحة للاختلاف فى مفهوم الفن، لكن هذا الاختلاف ينطلق من أسس لا يحيد عنها، أما غير الجميل الذى أجمع الكل على أنه ليس كذلك وليس به الحد الأدنى من الجمال أو الفن، فحتما هو غير جميل.
ما أريد قوله فى هذا الشأن، أننا لن نصادر على أحد، لكن طالما هناك مشوهون للجمال فى الأرض سنجد "ساخرين" على مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية يسعون بطرق مختلفة إلى كشف الزائف من الأمور بالهجوم على صناع القبح.