لن أعطيك نصائح عن أهمية المشاركة الانتخابية التي تكمن في أهمية شعور الناخب بمدى تأثير صوته في العملية الانتخابية، وكلما كان لصوت الناخب في العملية الانتخابية تأثيراً قوياً أكد هذا التأثير أن المسيرة الديمقراطية تسير على نهج سليم في البلد الذي يعقد فيه الانتخابات.
فقط أطلب منك أن تجعل نزولك الانتخابات يوماً تعليمياً لأولادك، تعلمهم فيه أن الأوطان التي تعمل على ترسيخ مبادئ الديمقراطية تحرص على نزاهة وعدالة العملية الانتخابية، لضمان تعزيز الديمقراطية النابعة من اختيار الشعب لنوابه وممثليه، وأن الصوت الانتخابي يستطيع أن يقلب الموازين السياسية، وألا يجعل صوته سلبياً ويكون إيجابياً حتى لو كان صوته سيذهب لمرشح هو متأكد من نجاحه، فأجعل صوتك يزيد نجاحه قوة.
علّم أولادك عدم السلبية والبُعد عن مشاعر الإحباط التي تدفع إلى مشاعر عدم جدوى المشاركة في صنع القرار السياسي، والابتعاد عن أصحاب الأفكار الهدامة من نوعية، أن المشاركة الانتخابية لن تغير الواقع، ولن تحقق متطلباته، فالمشاركة في الانتخابات النيابية تعد واجباً وطنياً واستحقاقاً دستورياً، يتطلب مشاركة الجميع، تأكيداً على الإلتزام والحرص على إتاحة المجال للمشاركة الشعبية في صنع القرار خاصة أن بلدنا الآن يتم بناؤه من جديد.
لابد أن نضمن لأولادنا علاقة إيجابية بناءة ومؤثرة في الإدارة، خاصة أن مصر الآن تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي يتم الاعتماد فيها علي الشباب ومن هنا تأتى أهمية أن يشارك فيها أولادنا بكثافة في عملية التصويت، وكما قلت حتى لو أنك ضامن نجاح مرشحك فلتجعلها عادة لأولادك النزول والمراقبة ولا تجعلهم فريسة أفكار تجلب لهم الإحباط.
المهم في المشاركة والرسالة ليس فقط الدفع بنجاح مرشح بل تأكيد هزيمة الآخر بوجود فارق أصوات كبير لصالح مرشحك، وإن كنت علي الطرف الآخر ومتأكد من هزيمة مرشحك فلا تجعلها هزيمة مذلة بل أجعلها هزيمة بطعم الفوز أو توصيل رسالة للمنافس أنه لن يفوز بسهولة.
رفع نسبة المشاركة الانتخابية تجعلنا نفهم ونصل لأهمية صوتنا في تغيير الواقع مهما كان، بل ولابد أن يقتنع أولادنا أن المشاركة لا تنبع من مجرد رغبة الناخب في ممارسة حقه الانتخابي فقط وإنما تنبع من أنه التصرف الصحيح، علّموا أولادكم أن الوعي السياسي والاجتماعي يتشكل تدريجياً داخل المجتمع وأن الانتخاب يعد أحد مظاهر المشاركة السياسية في النظم الديمقراطية، إلا أنه كفعل لا يكفي وحده لتحقيق الديمقراطية التي نحلم بها ككل الدول التي نشاهد انتخاباتها عبر الفضائيات، وقد وصلنا لها وبنفس الأداء في التصويت على الدستور والانتخابات الرئاسية من قبل فلماذا لا نستمر؟
المشاركة السياسية أصبحت يسيرة الآن بفضل استخدام وسائل الاتصال الحديثة، ولابد للمواطن أن يدرك أهمية دوره والتزامه تجاه العملية الانتخابية، وأن يعرف كيف يختار المرشح صاحب البرنامج الانتخابي الأجدى له، ويحدد أولوياته وفقاً لطموحاته ورؤيته الخاصة، فتلك المشاركة ضرورة من أجل استكمال التجربة الديمقراطية الوليدة التي بدأت وستنمو بفضل الثقة الكبيرة الآن بين المواطن والنظام السياسي، فنحن لا نريد العودة إلى الوراء، وانصراف المواطنين عن المشاركة يصب في مصلحة الراغبين في تعطيل مسيرة البلاد.
لابد أن ندرك أن حجم المخاطر التي تهدد كيان الدولة المصرية كبيرة، وقد تكون كامنة لكنها لم تنته والمشاركة هي رسالة قوية لكل من يتربص بالدولة المصرية من الداخل والخارج ويسعى إلى إشعال الفوضى والفتنة، ونعلم أن المخططات ومن يقف وراءها من أعداء (خارجيا داخلياً) مازالوا يحاولون وستستمر الحرب بين البناء والخير الذي نقوم به، وبين التخريب والشر الذي يقومون به .
استكمال المجالس النيابية يعد استكمالاً لمشروع 30 يونيو الذي أنار الطريق لكل العالم العربي للتخلص من مشروع الإرهاب الأسود الذي كادت تنجح فيه الإخوان الإرهابية بتضليل العالم به.
لابد أن يفهم ابنك وابنتك أن المشاركة ليست فقط رسالة لمن سينجح ومن سيخسر الانتخابات..لا.. بل رسالة دعم لكل جندي يقف على الحدود المصرية في الشتاء القارص وفي الصيف الحار ليحميك ويستقبل الرصاص بدلا منك لتشهد هذه اللحظة فلا تفوتها.
نعم هى رسالة لكل جندى من الشرطة يقف أمام اللجنة ليهيأ لك الانتخاب في يُسر فلا تحبطه، هى رسالة أمام العالم أننا لن نترك بلدنا للإرهابيين والقتلة مرة أخرى، المشاركة في حد ذاتها تعبر عن اهتمام الشعب بالوطن، وكما أبهرنا العالم بالإنجازات الاقتصادية، يجب أن نظهر للعالم أن الشعب المصري حريص على وطنه ويشارك في الحياة السياسية، بغض النظر عن اختيارات الناخبين، فالمشاركة بكثافة تعزز من الاستقرار وترسخ أركان الدولة وتمنح الوطن قوة داخلياً وخارجياً، فالانتخابات أحد استحقاقات المرحلة التي عملنا على تثبيتها عقب 30 يونيو.
علموا أولادكم القيام بواجبهم ولا تجعلوهم يقعون في أسر الصورة الذهنية للماضى البغيض الذي تغير بعد 30 يونيو وبعد تقلد الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر ووقوف الشعب خلفه ثقة وحباً فى سيادته.