العالم يتغير بسرعة، ومعه الأدوات السياسية التقليدية التى تتغير لصالح صيغ وأشكال جديدة. أصبحت أدوات التواصل والبحث والمنصات الإلكترونية جزءا فاعلا من أى جدل سياسى أو منافسة، حيث أصبحت تصريحات الرؤساء والحملات الانتخابية تحتل مساحات أكبر على مواقع التواصل بجانب الإعلام التقليدى.
ويوظف المتنافسون كل الأسلحة والأدوات فى الحملات الانتخابية، ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية تحول فيروس كورونا إلى أحد أهم الموضوعات السياسية الساخنة، لدرجة أن الديمقراطيين وجدوا فى الفيروس فرصة للتشكيك فى كفاءة الرئيس الأمريكى، لأنه قلل من خطر الفيروس بما أدى لاتساع انتشاره ووسع الديموقراطيون من حملاتهم على جروبات انتخابية على فيس بوك وتويتر، وهاجم جو بايدن سياسات ترامب فيما يتعلق بإنكار الفيروس والتراخى فى مواجهته. ويروج الديمقراطيون إلى أنهم قادرون على قهر الوباء فورًا وهو ما جعل بعض أنصار ترامب يسخرون من بايدن أن لديه الدواء، وينتظر أن يفوز ليقدمه.
وسلط الديموقراطيون الضوء على استطلاعات رأى داخل وخارج أمريكا تقول، إن التعامل مع كورونا أكثر عامل قلل من شعبية ترامب، ولهذا تراجع ترامب عن قرارات منها عقد مؤتمر جمهورى، ثم تأجيله، وتحوله من رفض الكمامة إلى داعية لها ومن دعم فتح المدارس إلى التراجع.
بايدن قال إنه سيغلق الأنشطة التى سمح ترامب بفتحها. ترامب رد بتويتات، قال فيها إن أوباما وبايدن الأكثر فسادا فى تاريخ أمريكا وأن بايدن مجرد مدع تافه لن يمكنه الفوز وأنه رغم استطلاعات الرأى غير حقيقية ويتدخل فيها الديموقراطيون ويحشدون المشاركين.
ووصل الكيد «الافتراضى» بين بايدن وترامب إلى أن بايدن قال إنه سيعيد العلاقات والاتفاق مع إيران الذى ألغاه ترامب، ورد دونالد ساخرًا منهم، وقال إن أوباما هو من صنع الإرهاب وداعش. بايدن قال إن ترامب يبالغ فى اتهامه للصين فى أزمة كورونا، لأنه يحاول إخفاء فشله، تحول موقع تويتر إلى أكبر ساحة اتهامات متبادلة بين الديموقراطيين والجمهوريين.
ومؤخرًا تبنت المجموعات الجمهورية على مواقع التواصل اتهامات وظهرت مجموعة QAnon «كانون» بسلسلة من المنشورات مجهولة المصدر على منتدى إنترنت تزعم أنها تكشف عن معلومات استخبارية حكومية رفيعة المستوى حول جرائم ارتكبها كبار الديمقراطيين، وهو ما ردت عليه صحيفة نيويورك تايمز، واتهمت أنصار ترامب بتبنى نظريات المؤامرة وقيادة حملات على مواقع التواصل الاجتماعى تتهم قيادات فى الحزب الديمقراطى بالوقوف وراء شبكات الاتجار بالبشر واستغلال الأطفال داخل الولايات المتحدة، عبر مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ومنشورات على تويتر وغيرها من المنصات الإلكترونية.
وظهرت مجموعة «كانون» لأول مرة على الإنترنت عام 2017 وفعلت هشتاج #savethechildren، وبعد بضعة أيام ظهر نفس الهاشتاج على تويتر من قبل أتباع كانون.
ولم يكن توظيف أدوات التواصل جديدًا فى الانتخابات الأمريكية، حيث شهدت الانتخابات الرئاسية الأخيرة حملات متبادلة واتهامات من قبل الجمهوريين والديموقراطيين لأدوات التواصل بالانحياز، سواء لهيلارى أو ترامب، وربما لهذا استغل ترامب تويتر بشكل جيد، بعد تصادمه مع الصحافة الديموقراطية، وحرص على أن يضع تصريحاته على تويتر بشكل مستمر، وفى نفس الوقت شكل الكثير من المنصات الإلكترونية لمواجهة ما رأى أنه نشاط للديموقراطيين. فى تأكيد للدور الذى تلعبه أدوات التواصل فى السياسة بما يغير أدوات وقواعد اللعب السياسى