حالفنى الحظ أن قابلتها مرة واحدة منذ سنوات أثناء عملى التليفزيونى، اقتربت منها أطلب إجراء حوار.. وجدتها مبتسمة مبتهجة بعينيها لمعة تشدك إليها من الوهلة الأولى.
لم تجب سوى بابتسامة ودودة وهى تتفحص وجهى وملابسى باهتمام وتركيز، أصابنى التوتر وشعرت أن بى خطأ ما، مدت يدها نحوى بتلقائية شديدة تهندم ياقة قميصى وتحرك خصلة من شعرى للخلف وهى بنفس الابتسامة المبهجة وتتحدث بهدوء، "كده أحلى علشان تبقى منورة".
هى مالكة الجمال والمفتونة به وصانعته والباحثة عنه، حديثها هادئ وذهنها متيقظ وخفة دمها لا تغيب وسرعة بديهتها ورد فعلها يوقع الدهشة بنفسك فى دقائق قليلة، لا عجب أن يقع فى حبها الأستاذ ويتخلى عن حرصه الدائم على تقاليد المسرح -مملكته الخاصة- ويطلب يدها وهو يقف أمامها على خشبة المسرح أمام الجمهور.
هى تلك المرأة التى امتلكت كل هذا القدر من الحسن والأنوثة وصنعت تلك المعادلة للمرة الأولي، الجميلات أصحاب خفة دم أحياناً.
هى "صدفة" التى اقتنصت كل هذا الكم من الضحكات حتى يومنا هذا وتجعلك تضحك كأنك تراها لأول مرة، هى الجميلة الواثقة التى قبلت أداء دور السيدة الدميمة فى فيلم "الرجال لا يتزوجون الجميلات"، هى صاحبة هذا الأداء الغنائى المميز فى ثنائياتها مع الأستاذ، هى هذا التاريخ الفنى الكبير الذى يحكى ويسرد رحلة فنية دسمة مليئة بالنجاحات.
ولأن القاعدة تقول، إن المبدعون لا يرحلون ولا يغادرون وجدان جمهورهم، ويبقون دائما بأعمالهم وفنهم وإبداعهم.
ستبقى "شويكار" سيدتى الجميلة وحواء الساعة 12 دائماً فى ذاكرتنا التى صنعتها على مدار سنوات، قدمت فيها من الفن.. ما لا يمكن تعويضه أو نسيانه.