الحماس الذى يتمتع به الشباب وخاصة الذين يعملون في مناصب قيادية في محاولة منهم لإثبات وجودهم في تلك المناصب قد يقود البعض منهم لارتكاب أخطاء، قد تكون سبب في إيقاف تقدمهم لسنوات، وهو ما يتطلب أن يكون مع الحماس والطاقة شيء من الخبرة في التعامل مع بعض المواقف والملفات الشائكة، والذى من السهل اكتسابه من سبل كثيرة، أبرزها الاطلاع على اللوائح والقوانين والمواد التي تعطى لهم سلطة واختصاصات مواقف بعينها، أو الحرص على مشاورة وأخذ رأى ذوى الخبرة من القيادات الكبرى في الجهات التي يعملون بها هؤلاء الشباب.
في هذا المقال أود أن أشير إلى واقعة القاهرة الجديدة وسيدة عربة التين الشوكى، الكثير يشهد لهذه الفتاة بالكفاءة، ولكن كما قلت قد يكون الحماس ومحاولة الإثبات أنك تعمل أمام رؤساءك قد يقودك إلى الهلاك حال عدم وجود خبرة في التعامل مع مثل هذه المواقف، فرغم أن الفيديو الذى تم بثه عبر وسائل التواصل الاجتماعى لم يظهر الحقيقة كاملة، وما هو الموقف الذى استفذ تلك الفتاة لكى تقدم على ما فعلته وظهر بشكل واضح في الفيديو، إلا أنها لو أمهلت نفسها دقائق محدودة لكى ترجع إلى رئيس الجهاز أو رئيسها المباشر تستشيره في كيفية التصرف في ذلك الموقف ، واستفادت من خبرتهم في ذلك لما حدث ذلك، أو لو أنها قرأت كثيرا في القوانين واللوائح التي تعطى لها الحق في مصادرة البضائع الخاصة بالباعة الجائلين حال عدم التزام القوانين واصراراهم على ارتكاب المخالفة، ما كان يحدث ذلك أيضا، فهناك مادة في القانون 144 تتيح لرئيس الجهاز أو من ينوب عنه في الحملات الأمنية وحملات الإزالة ورفع الإشغالات في مصادره البضائع الخاصة بهؤلاء الباعة الجائلين أو المخالفين بصفة عامة للجمعيات الخيري، وبالتالي يكون أقصى عقاب لهم، دون أن يتعرض المسئول لأى مشاكل أو استغلال ذلك بشكل سىء لهم.
وبشكل عام ، المخالفات كثيرة، والمخالفين كثر، وهناك من يترصد لأخطاء المسئولين، ولكن من الممكن تجنب تلك الاشكاليات، بالمزيد من اكتساب الخبرة، من خلال الاطلاع بشكل أكثر وعيا على اللوائح أو القوانين ، أو الحرص على استغلال وقت الفراغ لبعض القيادات وأخذ رأيهم في كيفية التعامل والتصرف في بعض المواقف والإشكاليات التي قد تثير لغط كبير في الشارع المصرى، وما هي المواد التي تتيح له حق التصرف ، وما هي أبرز الإجراءات والنقاط التي يجب الابتعاد عنها؟ كل هذه أسئلة من السهل الحصول على إجابتها، كما يجب على هؤلاء مراقبة بعض القيادات التي يشهد لها بالخبرة والكفاءة ومعرفة كيف يتصرفون في تلك المواقف.
عادة الدورات التدريبية التي يحصل عليها هؤلاء الشباب لم تكن كفيلة لتزويدهم بالخبرة العملية، وكيفية التعامل مع المواطن في الشارع، فالنظرى يحتاج أن يتم تدعيمه من خلال مواقف عملية على أرض الواقع، كما أنصح الشباب الذين يعملون في مناصب قيادية بضرورة التمهل والحرص على استغلال الحماس والطاقة التي بداخلهم في ما ينفع الناس أولا وينفعهم هم ثانيا، والابتعاد عن الجلوس على كرسى رئيس الجهاز أو الجهات التي يعملون بها، ففي أوقات كثيرة يكون الرجل الثانى في الجهة الحكومية أهم من الرجل الأول، فلا يكون كل همك المنصب ولكن احرص على أن يكون همك الأول والأخير اكتساب الخبرة وخدمة المواطن.