فرض الدولة الدينية هدف أعضاء حزب النور
يظل السلفيون على اختلاف تياراتهم، الحاضنة الأم لكل جماعات التطرف والغلو، ومن بين صفوفهم تكونت كل العصابات التى حملت السلاح على الدولة ومؤسساتها ومازالت.. الجهاد، الجماعة الإسلامية، الجبهة السلفية، السلفية الجهادية، أنصار بيت المقدس، أكناف بيت المقدس وغيرها كثير من التسميات داخل وخارج مصر، كما أنهم من ناحية أخرى النفق الذى نقل إلينا الفكر الوهابى المتخلف ونزعاته الانتحارية، ولذا عندما يبادر أحد الأحزاب السلفية بمشروع لتجديد الخطاب الدينى فإما أن يكون الأمر نكتة من العيار الثقيل، وإما أن يكون إحدى الحيل لهذا الفصيل الخطير وهو يمر بمرحلة الاستضعاف.
القراءة السريعة فى مشروع تجديد الخطاب الدينى الذى تقدم به حزب النور للجنة الدينية بمجلس النواب يتضمن محاولة فرض الأساس الفقهى والعقائدى الذى تنطلق منه السلفية، ومن ثم تضمينه فى أى مشروع قانون أو تعديل دستورى على غرار التشويه الذى ارتكبوه بحق المادة الثانية من دستور 1971، فهم يدفعون بداية بالتفرقة بين الأحكام والفتاوى، الأحكام مكتملة ولا تقبل التأويل، والفتاوى متغيرة بحسب الزمان والمكان، وهى الحجة التى يستندون إليها فى غلق باب الاجتهاد وفرض التفسير الحرفى للأحكام، فشتان بين القول بأن الشريعة الإسلامية هى مصدر أساسى للتشريع، وبين القول بأن أحكام الشريعة الإسلامية مصدر أساسى للتشريع، كما يسعى السلفيون ومشايخهم المزعومون جاهدين للتسلل إلى لجان وتشكيلات العلماء بالأزهر الشريف، وكذا هيئة كبار العلماء، فبحسب المشروع المقدم من حزب النور تتسع لجان الفتوى والعلم لعلماء الأزهر وكبار مسؤولى الأوقاف، وكذا العلماء المعتدلون من التيارات السلفية، وهنا نسأل: هل هناك علماء معتدلون ضمن التيار السلفى كله؟ أم أنهم جميعا عيال الوهابية وصنائع المخابرات الخليجية لضرب القوة الناعمة لمصر وتفتيت نسيجها الوطنى؟! هل نسينا حقائب الدولارات الملوثة بالنفط التى كانت تدخل مع حقائب الدبلوماسيين ومنهم إلى شيوخ السوء لإقامة المساجد الضرار ونشر الفتنة وتخريج طوائف من الشباب المتطرف الغبى؟ هل نسينا موضة تحجيب الفنانات وأسلمة الثقافة وتحريم الفن لقاء دولارات المشايخ الإمعات؟! وهل نسينا فتنة تحريم الاحتفال بالأعياد الفلكلورية مثل شم النسيم وتحريم تهنئة الأقباط بالأعياد، وخصوصا عيد القيامة المجيد. أريد أن أسأل النائب صاحب مشروع تطوير الخطاب الدينى إذا ما كان تقدم بالتهنئة لأبناء دائرته وزملائه الأقباط فى البرلمان بمناسبة عيد القيامة، هل فعل حقًّا؟ أنا متأكد أنه لم يفعل، وأنه وزملاءه فى الحزب يعتقدون يقينًا أن على الأقباط دفع الجزية أو الدخول فى الإسلام، وأنهم لا يجاهرون بذلك لأنهم عادوا إلى مرحلة الاستضعاف، بعد فترة تمكين قصيرة أثناء فوضى ما بعد ثورة 25 يناير، فإذا كان هذا هو حال من يصفون أنفسهم بالمعتدلين فكيف نقبل منهم تجديدا أو تطويرا للخطاب الدينى؟!
تطوير الخطاب الدينى يبدأ بمنع العشوائيات الدينية من اعتلاء المنابر، وضم جميع الزوايا والمساجد الأهلية لوزارة الأوقاف، وتنقية المناهج فى معاهد وجامعة الأزهر من الغلو، مع تصميم مناهج تعين على التفكير والاجتهاد وإعمال العقل، عملاً بقوله تعالى «أفلا يتدبرون».. تجديد الخطاب الدينى يتم بالقضاء على كل الجماعات الدينية فى مصر، الإخوان الإرهابية، والجبهة السلفية الإرهابية، والجماعة الإسلامية حليفة الإرهابيين، والتبليغ والدعوة، وأنصار السنة، والجمعية الشرعية، ووضع أصولها جميعًا تحت سلطة وإدارة وزارتى التضامن الاجتماعى، والأوقاف فيما يتعلق بالمساجد.
تجديد الخطاب الدينى يبدأ وينتهى بتجفيف منابع الوهابية والوهابيين فى مصر، لأنها أخطر على المجتمع المصرى من الطابور الخامس الموالى لأمريكا وأذنابها، الذى يثير الفتن ويضخم السلبيات الراهنة، فهذا الطابور الخامس سيُمحى أو يعود إلى جحوره بعد افتضاح أمره وتحقيق استقرار الدولة خلال فترة قصيرة مقبلة، أما عصابات الوهابية فهى تدمر نسيج المجتمع بأسلوب متواصل يراهن على تحقيق نتائج فى المدى المتوسط أو البعيد.