بعد تعادل مخيب أمام نادى مصر فى الدورى المحلى صاحبه انتقادات لاذعة للاعبين والمدير الفني، انتفض الزمالك أمام غريمه الأهلى بفوز ثلاثى عريض مع أداء ممتع، ليثبت الفريق الأبيض أنه أصبح بطل المواقع الكبرى ويجيد ويبدع أمام الكبار مثلما فعلها فى مباراتى السوبر المصرى والأفريقى.. وعلى ما يبدو سيرتبط هذا التوصيف بالزمالك كثيرا فى المرحلة المقبلة.
كما توقعت أن القمة 120 ستكون مباراة مدربين، وبالفعل ظهر جليا أن تفوق كارتيرون على فايلر كان عامل الحسم فى اللقاء، ومنح الزمالك انتصارا مستحقا بفعل الفارق بين المدربين فى إدارة المباراة من خارج الخطوط، بل والتجهيز لها على المستوى الفنى والذهنى.
فايلر أخطأ بشكل كبير فى التشكيل وكذلك فى توظيف اللاعبين داخل الملعب، ولعل إصراره على اللعب بثلاثى فى خط الوسط -السولية، ديانج، حمدى فتحى- أبرز أخطائه، إذ لم يكن لهذا الثلاثى أدوار واضحة داخل الملعب، حتى التغطية على الأطراف لم تكن موجودة تماما من أىّ منهم، وبناء عليه منح الزمالك فرصة لتشكيل خطورة على الشناوى استغلالا لفراغات الجبهتين فى الفريق الأحمر، ليثبت الخواجة السويسرى أنه مدرب خاطئ لا يتعلم ولا يريد أن يتعلم من أخطائه.
حتى التغييرات التى أجراها فايلر كانت سيئة على الأخص خروج أفشة ونزول مروان محسن، الأول كان الوحيد الذى يتحرك بالكرة ويمرر لزملائه فى محاولة لصنع الفرص، فيما ظهر مروان تائها تماما ولعل التصرف الذى أقدم عليه فى كرة بادجى دليل إدانة ليس عليه فقط وإنما لمدربه غير المدرك لحالة لاعبيه الذين يعتمد عليهم.
كارتيرون كان عند حسن الظن وأثبت قدراته على قيادة المباريات الكبيرة والصعبة بأسلوب ثابت وواحد فى تكرار ما حدث فى مباراتى السوبر المحلى والأفريقى ببصمات واضحة على تغييرات بسيطة فى المهام التى يكلف بها اللاعبين.
وحلاوة فوز الزمالك على الأهلى، جمال الأهداف الثلاثة التى جاءت بمهارات مختلفة ومتنوعة تنم عن انسجام وترابط بين جميع اللاعبين وتحفيظهم تكتيك معين من جانب مدربهم الذى وضح ثمار ونتاج عمله وجهد الكبير.
ويحسب لكارتيرون أيضا اعتماده على مجموعة من الناشئين وسيتذكر التاريخ ، أن ظهور أسامة فيصل صاحب الهدف الثالث فى الأهلى وكذلك زميله حسام اشرف وأخرين تم فى عهد المدرب الفرنسي صاحب الجرأة والشجاعة على غير عادة المدريين الخواجات الذين يعتمدون على اللاعب الجاهز لتحقيق الفوز دون الصبر على الناشئين ومنحهم الفرصة المستحقة.