بالرغم من وضوح معادلة التعامل مع فيروس كورونا، فإن البعض يتعامل معها باستهتار. المعادلة واضحة، كلما تزايد التباعد والتزام الأغلبية بالكمامة، انخفضت الإصابات، والعكس صحيح. ومع بساطة هذه المعادلة، هناك من يتعامل مع الأمر باستهتار أو تجاهل، بما قد يؤدى إلى عواقب سيئة.
نجحنا فى المرور من المرحلة السيئة للفيروس، وكانت حالتنا أفضل من دول أخرى، لكن هذا لم يمنع الإصابات والوفيات، ونريد أن نحافظ على الأرواح قدر المستطاع، وإلا نجد أنفسنا بمواجهة سيناريو أسوأ.
منحنى الإصابات فى مصر عاد للارتفاع بعد فترات تراجعت الأعداد بشكل لافت، على العكس من دول أخرى كانت الإصابات فيها ترتفع، وسبب العودة إلى أرقام أعلى هو التجاهل والاستهتار. تزاحم وعدم التزام بالكمامات فى وسائل النقل تجمعات فى مصايف وحفلات، أو مقاه، البعض اعتبر رفع القيود تدريجيا يعنى نهاية الفيروس.
ومن لا يستفيد من الدروس يدفع الثمن، الإصابات عادت للارتفاع فى العالم كله بسبب انتهاء الحجر ونزول الأكثرية من دون إجراءات، فى فرنسا وألمانيا إيطاليا إسبانيا، كوريا أمريكا كندا البرازيل المكسيك، هناك ارتفاعات ضخمة ومحاولات من السلطات لفرض نوع من الإجراءات والغرامات، لأن استمرار معدلات الإصابة ربما يؤدى إلى فشل الأنظمة الطبية ويعيد كابوس الوفيات.
الموت بكورونا لم يتوقف فى العالم، وتدور الوفيات حول 900 ألف تقريبا، ناهيك عن ارتفاعات ضخمة وطفرية فى بعض دول أمريكا الشمالية والجنوبية،، وفيما يتعلق بمصر، ظلت الإصابات مستقرة ومع التزام كثيرين بالتباعد والحجر، لكن مع رمضان والعيد الفطر حدث تزاحم واحتكاكات وتقارب وزيارات واحتفالات والبعض تعامل مع تخفيف الإجراءات على أنه نهاية للفيروس. وهو ما انعكس فى تزايد للإصابات والوفيات.
ظلت مصر من الدول ذات معدلات الإصابات المتوسطة، لأسباب متعددة، إجراءات وبروتوكولات علاج، امتلأت مستشفيات العزل لفترة، ومع تأكد البعض أن دوائره تشهد إصابات ومن حوله، فقد التزم كثيرون بالكمامة والتباعد، حدث التراجع، لدرجة أن بعض مستشفيات العزل كادت تغلق أبوابها، قبل أن تعود مرة أخرى.
صحيح أن نسبة العلاج بالمنازل والرعب تراجع، مع توفر العلاج، لكن كل هذا لم يعن انتهاء الفيروس، البعض يتحدث عن موجة ثانية، بينما الموجة الأولى ما تزال مستمرة طالما الإصابات لم تستقر عند الصفر.
يظل الخطر قائما والعلماء لم يعلنوا عن قرب إنتاج اللقاح، والذى لن يكون جاهزا فى القريب. وحتى لو تم إنتاجه لن يكون متوفرا لكل دول العالم فى وقت واحد، فضلا عن مخاوف من أعراضه الجانبية أو تداعيات استعماله، وهناك علماء أعلنوا أن اللقاح ربما لا يضمن الحماية 100%.
ليس أمامنا إلا الالتزام بالإجراءات والنصائح، وهو ما أعلنته الحكومة مؤخرا حيث أطلقت تحذيرات وإشارات إلى مضاعفة غرامات عدم ارتداء الكمامة، كل هذا يعنى وجود خطر حقيقى تظهر مظاهره فى العالم كله وليس عندنا والحكومة التزمت من البداية بنشر الأرقام سواء ارتفعت أو انخفضت، مع نسبة مفترضة لحالات لم تسجل ولم تذهب لمستشفى وتلقت العلاج فى المنزل.
كل هذا يعنى أن الناس علينا أن نأخذ الإجراءات بجدية حتى تمر الأزمة، خاصة ونحن نقترب من الخريف والشتاء وهى شهور تتزايد فيها الأنفلونزا والبرد وهو ما يمكن أن يكون عامل ارتباك وخوف إضافى.
الأفضل أن نلتزم حتى تظهر علامات انتهاء الفيروس أو ظهور علاج حاسم. وربما نكون محظوظين إلى درجة مع دول حولنا لم تواجه هجمات ضخمة، وعلى الجميع أن يعلموا أن الفيروس موجود وقاتل وليس له حل إلا الالتزام بالتعليمات والتحذيرات.