"إنَّ هذا يومٌ جعله اللهُ عيدًا للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعةِ فلْيغْتَسِلْ".. هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أحفظه كما يحفظه الغالبية العظمى من المسلمين عن ظهر قلب منذ الصغر وفيه تعظيم وتشريف ليوم الجمعة ومكانته من بين أيام الأسبوع.
أدركت المعنى الحقيقى لهذا الحديث يوم الجمعة الماضية، حينما ذهبت لصلاة الجمعة وحضور الخطبة بعد غياب 20 أسبوعا منذ قرار وزارة الأوقاف غلق المساجد بسبب كورونا، فقد كان هذا اليوم وكأنه عيد بمعنى الكلمة، فالعيد هو ما ننتظره ونتشوق إليه حتى يحين موعده، وهى الحالة التى كنا عليها فى اشتياقنا لصلاة وخطبة الجمعة فى المساجد.
"لا يشعر بالنعمة حقًا إلا من فقدها".. هذا هو أصدق وصف للحالة التى كنت وكان عليها عدد كبير من المسلمين فى مصر، ففرحة عودة نعمة صلاة الجمعة بعد الحرمان منها نحو 20 أسبوعا كانت هى السائدة فى ربوع مصر، فشاهدنا تطوع الكثير بتوزيع الحلوى والمشروبات على المصلين والمارة أمام المساجد ابتهاجا بعودة صلاة الجمعة، وهذه السيدة المسنة فى الشرقية التى نذرت توزيع أطباق "أرز بلبن" فرحة بعودة الصلاة فى المساجد.
سعادة المصلين لم تجعلهم يخرجون على الضوابط والإجراءات التى وضعتها وزارة الأوقاف لفتح المساجد لصلاة الجمعة، مثل الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد مسافة متر ونصف المتر بين كل مصل وآخر، وهو ما أكدته غرفة عمليات الوزارة فى تقريرها نهاية اليوم.
خروج أول صلاة جمعة فى المساجد بحضور المصلين بعد غياب 20 أسبوعًا بهذا التنظيم وعدم رصد أى مخالفة، جاء نتاج جهد كبير لوزارة الأوقاف بداية من الاجتماعات التى عقدها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بقيادات الوزارة ومديرى المديريات لوضع ضوابط فتح المساجد لصلاة الجمعة وحتى حملات النظافة والتعقيم التى قام بها الأئمة والعاملين فى المساجد قبل فتحها أمام المصلين.
أتمنى أن يواصل المصلون التزامهم بالضوابط المعلنة للصلاة فى المساجد سواء فى صلاة الجمعة أم فى بقية الصلوات الخمس طوال أيام الأسبوع حتى يتم الفتح الكلى لجميع المساجد وتستمر بيوت الله عامرة بنا..
حمى الله مصر والمصريين ورفع عنا البلاء والوباء..