لأنها الرمز والأيقونة للفن اللبناني والعربي، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبذكاء شديد أن يبدأ زيارته للبنان بمناسبة الاحتفال بمئوية لبنان بزيارة لفيروز في منزلها بانطلياس، ليحتسي معها فنجانا من القهوة كما أعلن.
الرئيس الفرنسي يعرف جيدا أن السيدة فيروز رمز وطني يلتقي على اسمه اللبنانيون ولا يتفرقون عليه مطلقا، ولكن ربما الزيارة تكون بعيدة عن عدسات الإعلام، ولم يصدر أي تعقيب من مكتب فيروز في لبنان أو من ابنتها المخرجة ريما الرحباني وتفاعل عدد من الفنانين والإعلاميين مع الإعلان عن لقاء الرئيس الفرنسي بفيروز.
ولكن مجرد وضعها في جدول أعمال الرئيس له دلالة على قيمة الفن وأهمية القوة الناعمة التي يتخذها ماكرون مدخلا له لزيارته الثانية لبيروت خلال أقل من شهر.
فيروز رمز حقيقي للبنان وصوتها ملك للوطن ولجميع اللبنانيين والعرب، وزيارة الرئيس لها تعطي الكثير من الدلالات علي اعتراف الساسة بالقيم الفنية والرموز الثقافية التي يكون لها تأثير في شعوبها ومن خلالها يستطيع أن ينال ما يصبو إليه .
فيروز بالمناسبة عاشقة لباريس ولديها صداقات كثيرة ووطيدة بالدولة الفرنسية وظهرت للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الفرنسي ضمن برنامج (سبيسيال ماتيو) الذي كانت تقدمه صديقتها الفنانة الفرنسية ميراي ماتيو، وقدمت هناك أغنية (حبيتك بالصيف) واتخذت العلاقة شكلا أعمق خلال الحرب اللبنانية عندما أقامت فيروز حفلا ضخما في "الأولمبيا" باريس عام 1979 وغنت "باريس يا زهرة الحرية" ، ويقول المقطع الأخير من الأغنية: "يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح/ عن وطني اللي متوج بالخطر وبالريح/ قصتنا من أول الزمان/ بيتجرح لبنان بيتهدم لبنان/ بيقولوا مات وما بيموت/ وبيرجع من حجارو يعلي بيوت/ وتتزين صور وصيدا وبيروت".
نالت فيروز أرفع الأوسمة الفرنسية منها وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران عام 1988، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس الراحل جاك شيراك عام 1998.