بات التنقيح واجبًا في الأهلي والزمالك، ويتوجب على الثنائي فايلر وكارتيرون المديرين الفنيين في القطبين، التخلص من بعض الآراء الكروية التي تشيع المفسدة الفنية بصفوف الفريقين في سبيل للوصول إلي الصورة الجميلة التي يرسمها الجماهير هنا وهناك في مخيلتهما قبل المعترك الأفريقي.. فالأنصار تبغي الوصول إلي الكمالية في الأداء وتجاوز الأخطاء التي تسبب اهتزاز المستوا والتي يتحمل مسئوليتها كلا المدربين.
لسنا هنا بصدد تعليق المشانق لفايلر وكارتيرون وإنما فقط دعوة ليستعيد الأهلي والزمالك القوة المطلوبة قبل مواجهة العتاولة المغاربة الرجاء، والوداد حتى تتحقق الآمال ونرى الأبيض والأحمر في نهائي الأبطال ويصبح بطل أفريقيا وممثل القارة السمراء في مونديال الأندية القادم مصريًا.
هل هناك خلل فني في الأهلي والزمالك؟.. هذه حقيقة واضحة لا تحتاج دفن الرؤوس فى الرمال ومن لايرى ذلك يتهرب من الحقيقة التى تحتاج الشجاعة لمواجهتها والعمل على إصلاحه قبل فوات الأوان.. والأهم قبلها أن يعترف فايلر وكارتيرون بتلك العيوب مع ضرورة وجود حلول لتجاوزها.
هذا الإدراك أن وجد ستكون الأمور سهلة وبسيطة أمام فايلر وكارتيرون للوصول إلي محطة الكاملية الفنية التى تجعلك دائما مؤهلا للفوز مع تقديم المستويات المطلوبة، وليس الفوز بدون أداء جيد مثلما يحدث فى الأهلى أو الانتصار مباراة وخسارة أخرى مثلما يحدث فى الزمالك.
ملخص المشكلة فى الأهلى، أن فايلر يعتمد على نفسه فقط عند وضع خطط المباريات، ولا يراعى ضرورة ووجوب أن تتناسب الطريقة مع قدرات اللاعبين حتى يكون هناك تناغم بين الطرفين.. هو أحيانا يكلف اللاعبين بمهام تعاكس إمكانياتهم مع توظيف غير مدروس أخرها مثلا توظيف قفشه وهو اللاعب المحورى كجناح أيمن ليفقد اللاعب خطورته ويقل مردوده مع الفريق، فضلاً عن أن طريقته فى الضغط المتقدم باتت محفوظة وإذا ما أراد ان يواصل بها فعليه تنويعها وفقًا للمنافس وألا يتعامل مع كل الفرق بمنطق ومفهوم واحد نظرًا لاختلاف طبيعة كل فريق عن الآخر، خصوصًا وأن الضغط المتقدم يخلق مساحات بين خطوط الأهلى لا تجد من يقوم بتغطيتها وتشكل ثغرة ما يمنح المنافس الفرصة للوصول للمرمى الأحمر بسهولة.
ملخص المشكلة فى الزمالك، أن كارتيرون مدرب واقعى زيادة عن اللازم، وإذا كنا أشدنا فى السابق بواقعيته ولكن عندما يزيد الأمر عن الحد، تنفرط الأمور من بين يديه.. هو لا يتعامل بفلسفة مع خططه ولا يملك الجرأة لمفاجأة الخصوم ودائما ما ينتظر الخصم ليرد، وهى عادة لا تناسب الفرق الكبيرة التى تحتاج أن تكون دائما هى رد الفعل، خاصة أنه بذلك سيربك لاعبيه بتعليمات عديدة ومختلفة خلال أحداث المباراة وهو ما يتوجب أن يحدث قبلها حتى يكون اللاعبون مهيئين لما يفعلونه منذ بداية المباراة ولا يتكرر ما حدث أمام إنبى، عندما ظهر تائهًا فى الشوط الأول ولم تظهر أى خطورة للزمالك إلا فى الشوط الثانى بعدما هضم طريقة أداء إنبى.
عامة كلها أطروحات ومازال هناك من الوقت متسعا أمام الأهلى والزمالك لتدراك أى أخطاء موجودة بصفوف الفريقين قبل مباريات نصف نهائى أفريقيا أواخر الشهر الجارى، حتى يصل الفريقان إلى المستوى المأمول وتحقيق الانجاز بوجود فريقين مصريين فى نهائى أبطال أفريقيا.