نعترف أننا جميعا تعرضنا لمفاجأة قاسية فى عام 2020، تمثلت فى انتشار فيروس كورنا، الذى تسبب فى تراجع الكثير من الأنشطة وفى تعطيل العديد من المشاريع، حدث ذلك فى كل دول العالم، وكان الفارق بين دولة وأخرى هو القدرة على المواجهة والرغبة القوية فى العودة للحياة، ولله الحمد، فإن مصر من الدول التى تسير بخطى ثابتة فى تجاوز الأزمة.
ومؤخرا، افتتحت وزارة السياحة والآثار متاحفها التي تصل لنحو 29 متحفا، وهذه خطوة جيدة بالفعل، لكنها تحتاج منا نوعا من الوعى، يتمثل فى زيارة هذه المتاحف، بغرض الاستمتاع والاستفادة، وبغرض التأكيد على عودة الحياة لهذه المناطق المهمة، التى تمثل زيارتها نوعا من الاقتصاد الأساسى لمصر، بالطبع زيارات المصريين لن تمثل دخلا اقتصاديا كبيرا فهى رمزية، لكن أهميتها كبيرة لأنها ستوحى للعالم كله بأن مصر آمنة، وأن فيروس كورونا يودعها غير مأسوف عليه.
وللعلم، لقد فعل المصريون ذلك فى قصر البارون الذى افتتح فى نهاية شهر يونيو الماضى، فمن يوم الافتتاح وجنبات المتحف حافلة بالزيارات مما اقتضى من الوزارة السماح بزيادة العدد الذى كان محددا فى البداية، ونتمنى أن يحدث ذلك فى المتاحف المصرية، وأن نجد الجميع يتوافدون على زيارة التراث العظيم.
وأهمية ذلك كما ذكرنا تقديم صورة إيجابية عن مصر، خاصة أن الدولة تستعد بقوة لافتتاح المتحف المصرى الكبير، أحد أبرز المشاريع الثقافية فى العالم كله، والذى نتوقع له زيارات كبرى من جميع أنحاء العالم، وهو ما يحتاج مقدمات تتمثل فى مجىء السائحين إلى مصر من الآن، حتى إذا ما حدث وافتتحنا المتحف حقق الهدف المنشود منه.