ستظل قضية الكاتب الروائى أحمد ناجى تطرح نفسها بشكل دائم فى الوسط الثقافى، وذلك لكون القضايا المتعلقة بالحريات يظل النقاش دائرًا حولها فترة طويلة، فالروائى الذى يقضى حكما قانونيا صادر ضده بالسجن سنتين بتهمة خدش الحياء العام، وذلك بعد نشره فصلا من روايته «استخدام الحياة» فى جريدة أخبار الأدب كان بالأمس حديث العالم الثقافى.
كان أمس يوما عالميا تم تخصيصه من قبل عدد من الكتاب حول العالم، لقراءات فى أعمال أحمد ناجى، والمعروف أنها لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، وشاركت فى ذلك عدة مدن منها لندن، نيويورك، تورينو، أودينى، فرانكفورت، أمستردام، أوسلو، بيروت، تونس، الكويت، باريس، وأماكن أخرى وقام بتنظيم ذلك كل من نادى القلم الدولى (PEN)، ونادى القلم الإنجليزى، ونادى القلم الأمريكى، والتى منحت ناجى جائزة القلم/ باربى لحرية الكتابة فى عام 2016.
وسؤالنا للجميع ما الاستفادة وما الخسارة التى عادت إلينا من سجن كاتب، أليست القوانين وضعت فى الأرض كى تحقق فائدة عامة تعود على الجميع بكثير من الراحة والمنفعة أو تمنع ضررا واقعا لا محالة، لكن ذلك لم يحدث فى قضية أحمد ناجى، فالكتاب والمبدعون لم يتراجعوا عن شىء يفعلونه، وما زال الكل يستخدمون اللغة التى يرونها مناسبة لكتابتهم، وذلك لأن الكتابة صعب التحكم أو إخضاعها لمواد القانون، فالقارئ وحده هو الذى يستطيع أن يحكم على النص، فيقرأه أو يتجاهله، لكن التدخل القانونى لن يفيد شيئا.
وعلى العكس من ذلك سيخرج أحمد ناجى منتصرًا من هذا الأمر، وربما المردود العالمى، الذى كان آخره ما حدث أمس، يعد أمرا دالا على هذا الأمر، لأن الجميع لا يتخيلون أن يتم سجن كاتب بسبب نص أدبى، مهما كان هذا النص يحتوى من مخالفة للمألوف والمعتاد، كذلك مطالبة عدد من الشخصيات العالمية بالإفراج عن «ناجى» هى أمر فى صالح الكاتب تماما، ولسنا فى حاجة لشرح أن كل ما هو فى صالح قضية ناجى هو بالتالى ضد مصادرة الحريات وما تتعرض له بشكل مباشر أو غير مباشر.
سيظل أحمد ناجى وروايته «استخدام الحياة» مستمرين فى إثارة الجدل، وسنتحدث طوال الوقت عن الخسائر والمكاسب التى لحقت بأحمد ناجى وبالكتابة وبالوسط الثقافى جراء هذا الأمر، طبعا من المتوقع أن تكون المكاسب أكثر مما يستحق هذا النص الأدبى لكنه بالضرورة أقل مما تستحقه معاناة كاتب وجد نفسه خلف القضبان بسبب روايته.