كنت قد تحدثت بأكثر من مقال عن مخاطر و جرائم سوء استخدام وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة ،
و التي اكتشفت من خلال واقعة تعرضي لسرقة حسابي أن بها ما هو أخطر و أعظم من مجرد سرقة صفحة أو ابتزاز لشخصية عامة فحسب،
إنما الموضوع جد خطير و يستلزم وقفة سريعة للحد من هذه المهازل و تقنين استخدام تلك الوسائل بما يوفر حداً أدني للأمان .
فقد اصطدمت شخصياً بما لا يصدقه عقل عندما توجهت لمباحث تكنولوجيا المعلومات لتحرير محضراً رسمياً بواقعة سرقة حسابي و اانتهاك الصفحة الرسمية لزوجي الفنان من خلال حسابي ، و التي توقعت أنها جريمة بشعة و حدث جلل !
و أثناء تواجدي بالإدارة لتحرير المحضر ، رأيت و سمعت و تفاجأت بما لم يستوعبه عقلي من كم هائل من الجرائم و الخراب و المجازر التي وقعت جراءً لهذا الهراء و خلف شاشات العالم الوهمي الإفتراضي ،
هذا الذي تحول لمنصات شديدة التأثير لتأليب الناس و شحنها بالأكاذيب و رميها بالباطل
فعلي سبيل الأمثلة الأقل قسوة و ليست أشدها مما علمت ذاك اليوم :
• تلك السيدة الكبيرة التي كانت تتقدم ببلاغاً ضد إخوتها أجمعين !
• هؤلاء الذين نهبوا أرضها عن طريق النصب العلني ، ثم إجتمعوا عليها كما اجتمع إخوة النبي يوسف عليه السلام قبل أن يهديهم الله ، ليشهروا بها و بابنها و يرمونهم بالباطل بسمعتهم و شرفهم عن طريق هذا السم المدسوس بالعسل المسمي بالفيس بوك !
• السيدة الكبيرة التي تبكي من تلك الرسائل الغير أخلاقية و التي تحمل سباً و قذفاً و رمياً للمحصنات التي تتلقاها يومياً من زوج ابنتها !
• أخيراً و ليس آخراً ، الزوجة التي تشتكي زوجها بعد نشره صوراً خارجة لها علي منصات التواصل المختلفة بعد أن اختلفا حتي قبل أن يحدث الطلاق ،
• و المفاجأة الأكبر كانت أن هذان الزوجان من طبقة إجتماعية محسبوبة علي الرقي ، فالزوج طيار و الزوجة مضيفة بأكبر شركات الطيران العالمية !
ناهيك عن حالات الطلاق و خراب البيوت و التي وصلت لجرائم قتل كتبعات لسوء استخدام البعض و استغلال البعض الآخر لتلك الوسائل التي باتت مسرحاً مجانياً دون تذكرة مرور للفضائح و الشائعات و التجارة الغير شرعية انتهاءً بالجرائم الشنعاء .
نهاية :
أناشد عقلاء هذا الوطن بالحذر ثم الحذر في التعامل مع السوشيال ميديا ، بألا تكون مرآة يري بها الآخرين حياة بعضهم البعض الشخصية ، و ألا يطرح رواد التواصل تفاصيل حياتهم اليومية لحظة بلحظة بأدق خصوصياتها للآخرين مشاعاً ،
فهناك من المتربصين الذين يديرون حسابات وهمية لأشخاص غير موجودين أو حتي منتحلين لشخصيات حقيقية ، يترقبون و يدبرون للحظة الإنقضاض علي الهدف تماماً مثلما ينقض الحيوان المفترس علي فريسته بلحظة ضعف يحددها هو .
كما أناشد الجهات المسؤولة عن تقنين أوضاع استخدام وسائل التواصل المختلفة بتشديد الرقابة علي كل متجاوز و تغليظ العقوبة علي كل مجرم من عصابات الإنترنت .
وأخيراً، أناشد جميع وسائل الإعلام و أصحاب الرأي و الكلمة و ذوى التأثير، بضرورة وضع خطة عاجلة لتوعية المواطنين بمخاطر سوء استخدام وسائل التواصل و الإستغراق التام بها و كيفية التعامل بشكل سليم يوفر الحد الأدني للأمان و الإستفادة بمنافعها و تجنب أضرارها التي لا تعد و لا تحصي .
و هذه دعوة مني لجميع الزملاء الأفاضل بالإنضمام لهذه الحملة ، لعلنا نحمي أنفسنا و أهلينا و بني وطننا من شرور لا يعلم مداها الا الله .