ما زال أداء الأهلى ليس على ما يرام ، ولا يظهر الفريق الأحمر بكامل قوته مع توالى مباريات الدورى وآخرها أمام وادى دجلة التى حسمها بمعاناة لصالحه بهدفين دون رد.. مؤكد أن الغيابات لها دور وتأثير كبير فى ذلك، ولكن دائما ما يشعر الجهور الأحمر بالثقة فى الموجود من اللاعبين إيمانا بالمقولة التاريخية "الأهلى بمن حضر"، التى تحتاج فعالية أكثر مما هى عليه الآن.
طوال المباراة أمام دجلة لم نر الأهلى متنوعا فى طريقة أدائه وانحصر التكتيك الفنى لفايلر على الأطراف وعلى الأخص الجانب الأيمن الذى جاء أغلب اللعب من ناحيته، ويا لها من مصادفة أن يأتى الهدف الأول من الجبهة المعاكسة وبأسيست من جيرالدو الذى لم يفعل فى المباراة بأكملها سوى هذه اللعبة.
فايلر يواصل الاعتماد على طريقة 4 / 4 / 2، ولكنه لا يجيد استخدامها ليظهر الأهلى مفتقدا للتنظيم داخل الملعب، بسبب غياب صانع الألعاب القادر على السيطرة على رتم المباراة والتحكم فى الكرة بالشكل الذى يعطى الفريق الاستحواذ المطلوب داخل الملعب والذى بدوره ينقل الثقة للاعبين ويمنحهم الأفضلية أمام المنافس، وهو ما يفتقده الأهلى شكلا ومضمونا بحسب نسبة الاستحواذ التى وصلت لـ56% لدجلة و44% للأهلى.
المدهش أن الجملة الوحيدة التى تبادل فيها لاعبو الأهلى الكرة كانت فى الهدف الثانى الذى جاء فى الدقيقة الرابعة من الوقت الضائع، وهو الأمر الذى كان غائبا ولم يحدث إلا بعد نزول وليد سليمان وأجاى وامتلاك الأهلى للكرة نوعا ما إزاء المهارة والخبرات التى يملكها الثنائى.
حتى الضغط المتقدم الذى كان يتميز به الأهلى مع فايلر، لم يعد يحدث بالشكل الجيد، بدليل ما رأينه فى سهولة تحضير وادى دجلة للهجمات من الخلف عن طريق محمود مرعى وخالد رضا بمساعدة عبد المنصف دون أى تدخل من مروان حسن وبادجى فى الضغط على المنافس، ون إحدى هذه الهجمات المريحة كاد دجلة أن يسجل بعد خطأ من ربيعة.
جمال أداء الأهلى أمام دجلة اقتصر فقط على الهدفين.. إذ تزداد ثقة مروان محسن فى نفسه مباراة بعد الأخرى عقب الهجوم الشرس الذى تعرض له بعد لقاء القمة، ونجح فى تسجيل هدفين فى ثلاث مباريات واصبح أكثر فاعلية ليكون أحد الأوراق الرابحة لأبناء الجزيرة.. ويبقى الهدف الثانى هو الأجمل فى هذه الجولة بالدورى فى تأكيد لقدرات مختلفة لمسجله حمدى فتحى الذى يجعلنا نعيد النظر من جديد فى إمكانيات لاعب الوسط المدافع فى الكرة المصرية وينم عن موهبة مختلفة فى مركز الديفندر.