يخطئ من يظن أن المعركة انتهت ..وأن أهل الشر رفعوا الراية البيضاء ..وأن من يديرون بالريموت كنترول دولا وتنظيمات وأجهزة مخابرات لنشر الفوضي بكل الأدوات والأساليب استسلموا وتوقفت مخططاتهم .
الواقع يؤكد أن مصر منذ ثورة 30 يونيو المجيدة تتعرض لأضخم تحديات ومخاطر وتهديدات في تاريخها لاسباب بعضها معلوم للعامة .
الموضوعية تحتم علينا القول أن القيادة السياسية تخوض عدة معارك بالداخل والخارج وعلي كل الجبهات في وقت واحد لحماية الأمن القومي المصري والعربي .
الانصاف يفرض علينا أيضا أن نعترف أن الشعب المصري هو البطل , والقوات المسلحة كلمة السر والأجهزة السيادية شفرة النجاح والشرطة المصرية حائط الصد مع جميع مؤسسات الدولة للحفاظ علي استقرار الدولة المصرية من محاولات الافشال المستمرة .
ما نراه من انجازات غير مسبوقة خارجيا يؤكد بلا أدني شك عودة مكانة مصر الإقليمية والدولية كما يجب أن تكون بعد نجاحها في الخروج من العزلة وإجهاض محاولات تقزيم دورها لصالح مشروع خبيث , كانت مصر فيه مجرد تابع لأحد وكلاء أهل الشر أوهموه كذبا أنه سيصبح خليفة لتنفيذ مخططهم في تقسيم المنطقة ونهب ثرواتها .
أي متابع منصف لأوضاع دول المنطقة الآن من لبنان وسوريا والعراق واليمن ودول الخليج وليبيا وتونس والجزائر والمغرب ..الخ يجزم أن مصر هي الدولة الوحيدة الآكثر استقرارا ونموا وتملك القرار الوطني للحفاظ علي مقدرات الشعب المصري .
علي المستوي الداخلي ورغم ضخامة التحديات التي تواجهها الدولة المصرية خارجيا اختارت القيادة السياسية الطريق الأصعب وهو الاصلاح الحقيقي وبناء دولة جديدة قوية تكافح الفساد , وتقاوم العشوائيات , وتتبني مشروع اصلاح اقتصادي غير مسبوق بشهادة المؤسسات الدولية , وتنفذ حلولا جذرية لمشاكل مستعصية عجزت حكومات سابقة عن مجرد اقتحامها او التفكير فيها ..وبالتزامن مع كل ذلك نفذت الدولة المصرية مئات من المشروعات القومية وأكثر من 14 مدينة جديدة علي أرض الواقع تعدت ميزانيتها تريليونات من الجنيهات من أجل المواطن المصري الذي يستحق الكثير ..بخلاف المعركة المقدسة ضد الارهاب التي يخوضها بكل شرف أبطالنا في الجيش والشرطة واستشهد خير رجالنا لحماية الارض والعرض لكي نعيش نحن في آمان وهو أمر لو تعلمون عظيم .
الحديث عن الانجازات التي تحققت يحتاج الي مجلدات ولا ينكره الا حاقد أو جاهل أو مستغل أو كاره للبلد . سواء في مجال الصحة ونمو الاقتصاد رغم وباء كورونا عكس دول كبري عجزت عن المواجهة وتراجع نمو اقتصادها بالسالب , أو ما حدث من طفرة في مجالات التعليم والمشروعات القومية والاسكان الاجتماعي والقضاء علي العشوائيات والمدن الجديدة والطرق وتحلية المياة والسكة الحديد والكهرباء والطاقة والتموين والتحول الرقمي وبرامج الحماية الإجتماعية والمبادرات الرئاسية حياة كريمة وعلاج فيروس سي ..الخ والتي انعكست بالايجاب علي المواطن المصري .
كان ومازال رهان الرئيس الدائم علي معركة الوعي وتقوية جهاز المناعة للجبهة الداخلية عبر الشفافية والمصارحة والمكاشفة وإشراك الشعب في المسئولية وعدم خداعهم حتي لا يقعوا فريسة سهلة -كما حدث في ٢٠١١ -في فخ العلاج الخاطئ للتشخيص الخاطئ .
شعار الرئيس السيسي منذ توليه المنصب لن نبيع الوهم للمواطنين تحت اعتبارات السياسة وللحفاظ على الشعبية وتلك هي المعضلة التي لا يفهمها الجهلة والكارهون لهذا البلد . ولما لا فهو رئيس شريف في زمن عز فيه الشرف .
من هنا جاءت توجيهات الرئيس بكل جدية وصرامة للتصدي لملف مخالفات البناء الذي يهدد كيان الدولة المصرية ويتعارض مع الرغبة الصادقة في بناء مصر الجديدة التي نحلم بها جميعا .
ملف المخالفات شائك جدا, يكفي أن نقف أمام بعض الإرقام التي أعلنها رئيس الوزراء لندرك حجم المشكلة بكل تجرد , فهناك 50 % من البناء غير المخطط بكل المدن والقرى المصرية , ونسبة المخالفات فى المبانى تصل إلى 70% , ومصر فقدت منذ الثمانينات 400 ألف فدان بسبب البناء المخالف من أجود الاراضي الزراعية , في المقابل نجد أن تكلفة استصلاح الفدان الواحد 200 ألف جنيه .لا يوجد عاقل رشيد يرفض تصدي الدولة لهذه الكارثة لحماية الأمن القومي .
فلسفة قانون التصالح ليست الجباية كما يزعم المغرضون , فلا توجد حكومة تريد ان تقامر بشعبيتها في الشارع.. التسهيلات التي تم الاعلان عنها للمواطنين للتصالح في مخالفات البناء وحصيلة التصالح التي ستعود للمواطن في شكل خدمات تبطل هذه المزاعم , بخلاف ما تقدمه الحكومة من توفير سكن ملائم ومخطط لكل من يطلب عبر مشروعات الاسكان المتنوعة من اجتماعي لمتوسطي الدخل للاسكان الفاخر .
نتفق أو نختلف حول الاجراءات التي تم الاعلان عنها من الحكومة مؤخرا , وأنها غير كافية وبحاجة للمزيد من التيسيرات خاصة لمراعاة محدودي ومعدومي الدخل , لكن دعونا نتفق جميعا علي عدم السماح للمتاجرة بهذا الملف من قبل أبواق إعلامية مأجورة تحمل الشر والخراب لمصر وتخدم مخططات خبيثة تحاول إعادة تنظيم ارهابي للحياة مرة أخري بعد أن أعلن الشعب وفاته رسميا .
أخيرا نقول ونؤكد بكل ثقة لن نلدغ من جحر أهل الشر مرتين لأن الشعب المصري حائط الصد الأول للحفاظ علي كيان واستقرار الدولة المصرية ولن يسمح بتكرار سيناريو الفوضي حتي لو كان عبر هاشتاجات ممولة من الخارج أو محاولات فاشلة من قبل القنوات المأجورة لتثوير الشارع مرة أخري .