السلوك الذى يمارسه بعض اليوتيوبر لترويع أطفالهم ولو على سبيل المزاح، لا يفيد الصغار في شىء ولا يدخل السعادة إلى قلوبهم، بل على العكس من ذلك يسبب أضرارا نفسية واجتماعية لهم، ويسهم في تكوين عقدة الخوف وتناميها كلما زادت تلك الجرعة من ذلك المزاح السخيف، الذى يهدف بعض الآباء من خلاله إلى الربح أحيانا على السوشيال ميديا أو الاعتقاد عن جهل بأن تقليد مشاهد الرعب أو إخافة الأطفال بارتداء أقنعة وألوان وملابس مرعبة، سيدخل السرور عليهم، وهذا خطأ جسيم في التربية، لأن الأطفال يصدقون أي شىء في تلك المرحلة وتظل صور الطفولة وحركاتها وكلماتها باقية في مخيلتهم عندما يكبرون.
وقد نهى نبي الإسلام(ص) عن ترويع الإنسان لأخيه الإنسان ولو على سبيل المزاح، أو الإشارة بحديدة أو بيده، وفي حديث النبي(ص) الذي رواه أبو داود "لا يحل للمسلم أن يروع مسلما" وعنه أيضا أنه قال" لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا".
وهذا معناه أن هناك أمور لا يجوز فيها الهزار والمزاح لأنها تسبب أذى نفسيا للآخرين، فما بالنا بالصغار الذين لا تحتمل قلوبهم ولا عقولهم المزاح الثقيل بالشخصيات المرعبة والعفاريت وارتداء ملابس مصاصي الدماء وإظلام المكان وافتعال أصوات مخيفة وموسيقى مرعبة، بحجة المرح، بينما تخلق أطفالا ضعاف الشخصية فاقدي الثقة بأنفسهم وبالآخرين.
لقد نشأت أجيال وراء أجيال مصابة بعقدة الخوف من النوم في الظلام أو النوم بمفردها، بسبب حكايات الآباء والأمهات عن الغول وامنا الغولة وأبو رجل مسلوخة وغيرها من الأوهام والأساطير التي كانت تحكى للاطفال، حتى جاء عصر أفلام ومقاطع الرعب على يوتيوب، والتي ينظر إليها الآباء باستخفاف، بينما خطرها عظيم في نشأة وتربية أطفال معقدين نفسيا.
إن هؤلاء اليوتيوبر الذين يبحثون عن الترند وزيادة أرباحهم من الدولارات بفضل ترويع أبنائهم، يرتكبون جريمة في حق أبنائهم وحق المجتمع، مهما كانت مبرراتهم الزائفة بأن هدفهم المرج وإسعاد صغارهم.. أفلا تعقلون!.