أفسد ليونيل ميسى، قائد برشلونة موسم البارسا مبكرا قبل بدايته، ووضع الفريق الكتالونى فى أزمة ثقة أمام الجميع سواء جماهير أو رأى عام نحو إمكانية تعديل الأوضاع المتردية بداخله، بعد هجومه العنيف والعلنى ضد إدارة النادى فى رسالة وداعه لزميله وصديقه المقرب الراحل إلى أتلتيكو مدريد لويس سواريز.. أنها تبدو علامة يفهم منها أنه أصبح خارج التركيز فى الملعب وغير منشغل بتحقيق أى نجاحات جديدة مع برشلونة.. والاكتفاء وفقط بلعب الكرة بالإدارة الكتالونية!.
تصرف ميسى يكشف أن اللاعب الشهير افتقد الاحترام المفترض أن يكنه أي لاعب مهما كانت نجوميته تجاه إدارة ناديه، ويؤكد انهيار العلاقة تماما بين النجم الأرجنتينى وإدارة برشلونة،، التى يتوجب أن يكون لها رد فعل قوى تجاه تصرف اللاعب.. ولكن هل بارتوميو، قادر على ذلك؟ .. هل بإمكانه أن يصطدم بـ "ليو" من جديد ويزيد الأزمة اشتعالا .. أم سيدفن رأسه فى الرمال ويتعامل مع الموقف على طريقة شاهد مشفش حاجة، ليزداد ضعفا على ضعفه.
وبكل تأكيد حال عدم صدور أى قرار عقابى من إدارة برشلونة ضد ميسى سيكون هناك مزيد من الهجوم والانتقاد المتواصل من اللاعب ضد أى تصرف قد لا يعجبه مستقبلا، فضلا عن أن ذلك سيفتح الباب أمام لاعبين آخرين فى انتقاد الإدارة التى حينها لن تكون قادرة على معاقبة أى لاعب وإلا حينها ستعقد المقارنات بين موقفها – الإدارة - مع ميسى المختلف عن باقى اللاعبين.
مع كامل الاعتراف أن إدارة برشلونة الحالية هى الأسوأ والأضعف فى مسيرة النادى الكتالونى منذ زمن طويل، إلا أننى لا أتضامن مع موقف ميسى بالانتقاد العلني لمسئولى ناديه، خاصة أن اللاعب مهما بلغ حجم نجوميته وجماهيريته، لا بد أن يبقى له حدود لا يجوز تجاوزها، وإذا ما أرد أن يعقب على شيئا ما يخص الفريق فليكن ذلك فى الغرف المغلقة حتى لا يسئ لإدارة ناديه الذى ينتمى إليه.
وبالنسبة لى ميسى تحول إلى ضارب الأعراف وكاسر التابوهات والباحث عن زعزعة راحة المشجع الكتالونى.. فهو يلعب الكرة بإدارة برشلونة فى وقت تحتاج فيه قلعة كتالونيا إلى التكاتف والتفانى من أجل الخروج من الكبوة الحالية التى يتصدرها مشهد هزيمة العار أمام بايرن ميونخ 8 – 2، وطالما استمر ميسى مع الفريق حتى ولو مرغما فعليه الالتزام حتى لا يفقد جزء من سحره وشعبيته التى وصل إليها بكفاح وتعب السنين الطوال، خصوصا أن من قواعد المفهوم الجماهيرى يبقى الكيان أهم من أى لاعب أيا كان هو ميسي".