أداء يغلفه من العيوب الكثير ظهر به الزمالك فى مباراة الجونة عند أول نظرة من مدربه الجديد باتشيكو، حيث تواجد فى المقصورة لمتابعة الفريق قبل استلام مهمته بداية من اليوم.. وهو ما أراه إيجابيا بالنسبة له حتى يضع يديه مبكرا على السلبيات ويبنى عليها بعد أن لمسها على الطبيعة وتفاعل معها وليس بالسمع.
كل مدرب يريد أن يكون له بصمة مع الفريق الذى يدربه، خصوصا عندما يكون فى بداية مهمته ويريد أن يقول أنا هنا، هذا يتطلب معه بالضرورة تغيير فى سياسة وخطط الفريق التى كانت متبعة قبل ولايته حتى تظهر كرامته ويلقى الثناء المبكر الباعث إلى الثقة والداعى إلى فرض الطمأنينة فى مشواره الجديد..
لكن رغم المشكلات الفنية التى يعانيها الزمالك مثل
*غياب التنظيم الدفاعى وكذلك التمركز والرقابة - أهداف الجونة الثلاثة جاءت من كرات ثابتة.
*التعامل السئ لأبعد حد مع ألعاب الهواء سواء ثابتة أو متحركة - مع العلم أن الكرات العالية من أبرز مميزات أداء الرجاء منافس نصف نهائى الأبطال.
*الاعتماد على المهارات الفردية فى التسجيل وليس الجمل الفنية الجماعية - وهو أمر يتوقف نجاحه على التوفيق وعدم التوفيق وليس مقياس ثابت او مضمون. للتفوق.
إلا أن التغيير السريع فى طريقة اللعب فكرة قد لا تناسب الزمالك مع مدربه الجديد البرتغالى باتشيكو فى الوقت الحالى.. لماذا؟.
مريدو النادى الأبيض ينتظرون كرامة باتشيكو، وأعظم كرامة يمنى جمهور ميت عقبة نفسه أن يهديها له المدرب البرتغالى هى كرامة التتويج بالبطولات المختلفة محليا وقاريا، هذا يتطلب معه ضرورة التأنى من الخواجة فى إجراء اى تغييرات سريعة على طريقة لعب الفريق المعتاد عليها اللاعبين مع المدرب المستقيل كارتيرون على الاقل حتى نهاية بطولة أفريقيا.. ولهذا أسبابه!.
الزمالك معتاد على طريقة لعب تعتمد على أسلوب خاص دفاعيا وهجوميا، ثبت نجاحه مع كارتيرون بعد تأقلم اللاعبين وانسجامهم مع فكر الخواجة الفرنسى، رغم التحفظ الكبير عليه من جانب الكثيرين وأنا منهم، ومع هذا أرى الأفضل والصواب ألا يقدم باتشيكو على تغيير الطريقة المعتادة سريعا حتى لا يتأثر اللاعبين بالسلب ويشتت تركيزهم وهم مقبلين على مواجهة غاية فى الصعوبة أمام الرجاء المغربي.
ولنا فيما فعله طارق يحيى خلال ولايته المؤقتة المثل الحى على ذلك، بعدما أقدم على اعتمد طريقة اللعب من العمق ما افقد الزمالك 90% من قوته، وهذا عكس مما كان يفعله كارتيرون بالاعتماد على الأطراف ومعها جاءت أغلب أهداف الفريق الأبيض، ولعل تجربة إيدر القصيرة التى كانت نهايتها مريرة بتصرف مهين من أشرف بن شرقى ضد مدربه عند التغيير أمام الجونة، تكون بمثابة الدرس الكبير لباتشيكو فى مهمته مع الزمالك.