"التنمر" من الجرائم التي لم نألفها من قبل خلال السنوات الماضية، حيث تعتبر هذه الجرائم وليدة السنوات الأخيرة التي شهدت استخدام كبير للسوشيال ميديا، وما صاحبها من جرائم جديدة، أبرزها التنمر من المواطنين وتوثيق الجرائم على السوشيال وبعض التطبيقات مثل "التيك توك".
وخلال الأيام الأخيرة سجلت صفحات الحوادث، عدداً من جرائم التنمر، التي شغلت الرأي العام برمته، لعل أبرزها "تنمر شباب على مسن والقائه بالترعة بسوهاج"، و"تنمر أطفال على صديقهم بالمنوفية وقتله لأن والده جامع قمامة"، و"تنمر سيدة بالجيزة على طفلة واجبارها على أكل القمامة"، وغيرها من الحوادث الأخرى.
وبالرغم من الجهود الأمنية وسرعة ضبط المتهمين، إلا أن هذه الحوادث تتكرر بصورة ملفتة للانتباه، ورغم وجود قوانين تجرم هذه الجرائم وتقضي بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، إلا أن البعض مازال يمارس التنمر ضد الآخرين، حيث يبرر المتنمرون جرائمهم بالمزاح أو الرغبة في تحقيق مشاهدة بالسوشيال، وتبقى السوشيال أداة لرصد هذه الجرائم ومساعدة الأمن في ضبط الجناة، ليبقى "المتنمر" بريء حتى تثبت السوشيال ادانته.
الملفت للانتباه أن بعض الأسر اختفى دورها تماماً، حيث تركت تربية الأبناء للسوشيال ميديا، واقتصرت متابعتهم للأبناء على جروبات "الواتس آب" و"الفيس بوك"، وباتت "الأسرة الافتراضية" بديلة للأسرة الحقيقية في تربية الأبناء، ومن ثم ظهرت جرائم غير مألوفة على المجتمع المصري، مثل "التنمر" من الآخرين، التي تحتاج لتدخل عدداً من المؤسسات وعلى رأسها الأسرة لتقويم سلوك الأبناء وعدم تكرار هذه الجرائم.