نودع اليوم بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره ، رجلا عربيا عظيما لم يختلف عليه أحد ، رجل حكيم أحب شعبه وأمته فأحبوه ، رجل لم ينطق إلا بالكلمة الطيبة ، كانت يداه بيضاء دائما تمتد لفعل الخير فلُقب بقائد العمل الإنسانى. رحل جسد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى مالك السموات والأرض ولكن سيبقى أثره الطيب في نفوسنا ما حيينا.
من حسن حظى أنى رأيت الشيخ صباح الأحمد –طيب الله ثراه- عن قرب في أكثر من محفل عربى ، سواء في القمم العربية المتتابعة سنويا ، أو خلال فعاليات داخل دولة الكويت ، وكنت أرى وجهه دائما سمحا بشوشا لا تفارقه الإبتسامة. فلم يكن الشيخ صباح الأحمد أميرا للكويت فحسب. بل كان أميرا للإنسانية والعمل الإنسانى الجاد ، وبصماته ممتدة في هذا المجال في عموم الوطن العربى وخارجة ، فلمس قلوب الكثيرين ، وهذا ما تجلى في كم التعليقات المهول على خبر وفاته على مواقع التواصل الإجتماعى المختلفة.
فقد العالم اليوم ، مهندس السياسة وصاحب الحكمة والمسيرة الخالدة والسيرة العطرة ، كان حاكما شجاعا ، فلا ينسى أشقاؤنا في الكويت حينما وقعت فاجعة تفجير مسجد الإمام صادق ، فوجدنا الشيخ صباح الأحمد يكسر البروتوكول و يتواجد في مكان الانفجار بعد نصف ساعة وهو يبكي و يكرر "هذولا عيالي" فكان موقفه صفعة بوجه الإرهاب ، ووأد للفتنة في مهدها.
حمل الشيخ صباح الأحمد –طيب الله ثراه- طول فترة حكمه مسؤولية النهوض بالكويت والإرتقاء بمستواها في شتى المجلات ، وخدمة المصلحة العليا للشعب الكويتى ، وتكريس دوره الوسطي المعتدل في التعامل مع أغلب الملفات والقضايا الساخنة في المنطقة والعالم لاسيما العربية والإسلامية منها من منطلق سمح ونظرة مسؤولة وموقف بعيد عن الانفعال والتشنج.
مثل الشيخ صباح الأحمد نموذجا لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء وأطلق المبادرات والمشاريع في فترة حكمه لدولة الكويت ومن قبلها فترة إدارته لملف الخارجية الكويتية فضلا عن نظرته الأبوية تجاه عامة الشعب الكويتي الشقيق.
نودع الشيخ صباح الأحمد اليوم ، ومآثره وصنائعه تظل محفورة في القلوب ، داعين المولى العزيز الغفار أن يسكنه الفردوس الأعلى في الجنة.