و نحن على مشارف بداية عام دراسي جديد شكلاً و موضوعاً :
نعود مجدداً للحديث عن منظومة التعليم الجديدة بعد أن تم تفعيل آليات التطوير و تطبيقها بعدة مراحل بالتعليم الأساسي و الثانوي بالسنة الأولي و الثانية ،
و قد نجحت بالفعل التجربة بفضل ترتيبات القدر وظهور وباء كورونا الذي غل أيادي المفسدين و ساعد الدولة علي إقرار نظام التعليم عن بعد من خلال المنصات الرقمية ، بعد صراعات و مهاترات لا حصر لها .
فقد تبنت عملية التطوير إستخدام نظام الإمتحان بطريقة الأوبن بوك و منصات التعليم الرقمية بجميع المراحل ضمن خطة تطوير المنظومة التعليمية ككل ؛
و لكن :
هناك طائفة المعلمين التى ترفض باستماتة فكرة إلغاء أو حتى تقليص الدروس الخصوصية التى قد تهدم بالفعل عملية الاستقرار المادى والمعيشى الذي اعتادوه.
ذلك من ناحية المدرسين الذين أقلموا أنفسهم وظروفهم المعيشية على هذا الوضع الآمن مادياً، والذين إن لم يتم تعويضهم تعويضاً مناسباً من خلال المرتبات لن يتخلوا عن تجارتهم الرابحة، بل ربما يتخلوا عن المهنة برمتها إن احتكم الأمر.
أما عن قانون إغلاق مراكز وسناتر الدروس الخصوصية فهذا الذى نادينا به من قبل، والذى تفضل سيادة الوزير مشكوراً بالاستجابة له، إذ إنها عملية تجارية قذرة تستهدف ذبح أولياء الأمور مادياً ومعنوياً فى غالبية البيوت المصرية،
إذ أن ابعاد مافيا الدروس الخصوصية كان بمثابة بارقة الأمل و المتنفس الذي جدد بعض الهواء بالكثير من البيوت المصرية التي عانت الأمرين من أجل توفير مبالغ طائلة حال وجود طالب بإحدي الشهادات العامة و علي رأسها الثانوية العامة .
فعلي ما أظن ، أن عصابات المنتفعين من عرقلة التعليم الإلكتروني و إلغاء الدروس الخصوصية و إغلاق مراكزها لن يستسلموا بالسهولة التي تبدو لنا الآن ،
فالمحاولات مازالت مستمرة و قصد التضليل و العرقلة قائم لعلهم يجدون لأنفسهم مخرجاً من تلك الورطة التي ستقف بطريق جني المزيد من الثروات علي حساب أي شئ و إن كان ذبح المواطن المسكين .
فما زلنا بحاجة لإستمرار عمليات ملاحقة المختبئين بالجحور و من ما زالوا متمسكين بتجارة قد بارت و فاحت منها رائحة الفساد .
و تشديد العقوبات علي كل متجاوز متحد لقرارات الدولة ، معرقلاً لعمليات التطهير و الإصلاح التي خطت بها خطوات واسعة ناجحة بشهادة العالم أجمع .
كما أناشد أولياء الأمور :
بضرورة التعاون مع خطوات الإصلاح و إن كانت علي غير هوي البعض ممن لا تؤرقهم المبالغ الطائلة التي تستنزفها الدروس الخصوصية ،
فلا يجب أن ينظر كل منا إلي أحواله الشخصية دون الإهتمام بالحال العام و المصلحة الكبري التي تعم بالخير علي الجميع دون تفرقة بين وزير أو غفير ، فلنتكاتف جميعاً لمعاونة الدولة في عمليات القضاء علي تجار التعليم و إصلاح المنظومة التي أفسدتها لتصل بها الي القاع سنوات الفساد ،
و لننتهز الفرصة لنحظي بمستقبل تعليمي أفضل لأبنائنا و للأجيال القادمة التي إن نالت حظاً من التعليم الحقيقي وفقاً لأحدث أساليب التعليم بالعالم ، كانت النواة الأساسية و الدافع القوي لنهضة البلاد .
فهناك بالفعل قطاع واسع من أولياء الأمور ما زالوا متمسكين بفكرة الدرس الخاص الذي إن لم يكن بالسنتر فلا مانع أن يكون بالمنزل كي تطمئن قلوبهم ، دون الإنتباه لهذا الجرم و ذاك العائق الذي يشكلونه بوجه عملية تطوير التعليم و الإطاحة بمافيا الدروس الخصوصية التي تضر أكثر منا تنفع بأضعاف مضاعفة ،
و التي وجب علينا جميعاً التصدي لها بكل قوة انتهازاً لتلك الفرصة الذهبية التي توفرت بها البدائل المتنوعة من منصات رقمية تلبي جميع احتياجات الطلاب بكافة المراحل و عن طريق عدة وسائل ،
فإن لم نشارك الدولة بمهمة القضاء علي تجار التعليم الذين أفسدوا العملية التعليمية برمتها لثلاثة عقود متتالية ، و نشكل جبهات من المقاومة لهؤلاء الذين لا يعنيهم سوي تكديس الأموال علي حساب أي شئ و بأي وسيلة ،
فلا نلومن إلا أنفسنا إن عادت ريما لعادتها القديمة
فبأيدينا نحن لا بيد عمرو !
و لنعود مجدداً كما صرح السيد وزير التربية و التعليم للأنشطة المدرسية الرياضية و الفنية و الأدبية لتعود المنظومة التعليمية لشعارها السابق
( التربية و التعليم ) كما نادينا من قبل لمن لم تكن لهم حياة لسماع النداء .
فقد صرحت الوزارة بأن هناك برنامجاً سيتم الإعلان عنه قريباً بالتعاون مع وزارة الشباب و الرياضة و الجهاز الرياضي للقوات المسلحة لخلق تربية رياضية بلياقة بدنية و صحية و تغذية أفضل للطلاب ، كما قال سيادة الوزير
" مثلما نستثمر في العقول … نستثمر في الأجساد ".
بالإضافة إلي وضع التربية الرياضية كمادة رسوب و نجاح ، لخلق جيل قادر صحياً و بدنياً .
كما علمت باستجابة الوزارة مشكورة لنداءاتنا المتكررة بضرورة وجود مادة دراسية لتعليم الأخلاق بالمدارس .
نهاية :
كل الشكر لمساعى الدولة المضنية من أجل تطوير العملية التعليمية والخروج بها من عنق الزجاجة الذى احتبست به عشرات السنوات، حتى أنها لم تعد مواكبة لتطورات الزمن، وإعلانها الحرب على عصابات امتصاص دماء الأهالى من مافيا تجارة الدروس الخصوصية إلي جانب عمليات التطهير المستمرة كفصل آلاف المدرسين و استبدالهم بآخرين أكثر كفاءة
فلن تعود لنا مصر سالمة قوية إلا بالعلم.