باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق، وعد أثناء حملته الانتخابية لخوض الانتخابات الرئاسية، فى فترته الأولى، بأن يوجه رسالة إلى المسلمين بمجرد وصوله للبيت الأبيض، وذلك من قلب أكبر عاصمة إسلامية.
وبعد فوزه ووصوله للبيت الأبيض، قرر الوفاء بالوعد الذى قطعه على نفسه، واختار القاهرة لإيصال رسالته للمسلمين، وبالفعل وقف أوباما فوق منبر جامعة القاهرة، فى 4 يونيو 2009 واستهل خطابه بتحية الإسلام "السلام عليكم".. وهى "الدخلة" التى ألهبت مشاعر العرب والمسلمين فى كل مكان، وبدأوا فى البحث والتنقيب عن أصوله "الإسلامية"، وأنه مسلم، وكيف أخيرا وجد العرب والمسلمون رئيسا أمريكيا "يطبطب" عليهم، ويمنحهم جرعات "الحنان" المفتقد لعقود طويلة..!!
ولم تمر سوى شهور قليلة، حتى تحولت "الطبطبة" إلى "قسوة مفرطة" وتوالت المخططات، بدءا من مشروع الشرق الأوسط الكبير، وتقسيم وتفتيت دول المنطقة، تحت شعارات "الحرية والديمقراطية".. ولم يمر عام ونصف بالتمام والكمال، حتى فوجئنا بتنفيذ مشروع التقسيم، تحت اسم "ثورات الربيع العربى" والتى انطلقت فى تونس ثم تسللت إلى مصر وسوريا وليبيا واليمن والبحرين، ويوما بعد يوم كانت كرة اللهب تزداد اشتعالا واستعارا، لتنتقل من بلد عربى إلى آخر بسرعة ما يسمى "رياح التغيير"..!!
والحقيقة المطلقة، أن المفتاح السحرى "السلام عليكم" الذى استخدمه باراك أوباما، تكشفت حقيقة الهدف من وراء الاستعانة به، وهو "تجنيد جماعة الإخوان الإرهابية" لتنفيذ مخطط التقسيم، ودعمهم للوصول للسلطة فى الدول العربية الفاعلة، وفى القلب منها، مصر..!!
وتسبب باراك أوباما، طوال 8 سنوات كاملة، هى فترة وجوده فى البيت الأبيض، فى جلب الكوارث للعرب والمسلمين، ونذر نفسه وإدارته لتقديم كل الدعم للجماعات والتنظيمات الإرهابية، وخلق تنظيم جديد "داعش" هدفه تشويه الإسلام والمسلمين، وتصدير صورة على أن الإسلام دين عنف وقتل وخراب ودمار، وللأسف الجميع وقع فى براثن المخطط..!!
ويوم الثلاثاء الماضى، الموافق 29 سبتمبر 2020، أى بعد مرور 11 سنة، وثلاثة أشهر و25 يوما، بالتمام والكمال، خرج علينا مرشح الحزب الديمقراطى، جو بايدن، أثناء المناظرة مع الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب، ليردد، المصطلح الإسلامى "إن شاء الله" أثناء الحديث عن الإسلام والمسلمين، ليعيد نفس ما استخدمه سلفه، باراك أوباما فى جامعة القاهرة، عندما قال "السلام عليكم".
وللأسف انقسم الإعلام والنخب العربية والإسلامية، إلى فريقين في تفسير ما ردده مرشح الحزب الديمقراطى، جو بايدن، عندما قال: "إن شاء الله".. الأول، يرى أنه ربما يكون استخدم المصطلح استهجانا من كلام ترامب، والثانى، فسره بأنه محاولة للتقرب من المسلمين والعرب، وهو تفسير خاطئ مليون بالمائة، والتفسير الوحيد الصحيح، هو محاولة "بايدن" السير على نفس نهج "باراك أوباما" فى دعم الحركات والتنظيمات المتطرفة والمؤدلجة، خاصة جماعة الإخوان الإرهابية، لاستكمال تنفيذ مخطط "الشرق الأوسط الكبير"..!!