يحتفل المصريون بالذكرى الـ47 لحرب أكتوبر المجيدة، فى الوقت الذى يخوض فيه الشعب المصرى حربا شرسة ضد افتراءات والشائعات الحرام لأهل الفتنة والضلال، غير عابئين بالسهام المسمومة التي تبثها تلك القنوات المأجورة، ولسان حال الشعب "موتوا بغيظم" سنحتفل بذكرى حرب استطاعت تحطيم أسطورة أعتى الجيوش الذى قيل عليه في يوم من الأيام أنه جيش لا يقهر، لكن أراد الله أولا والمصريون، أن تجتمع الروح القتالية والدبلوماسية الرائعة، كى يرفرف العلم المصرى خفاقا على أراضى الفيروز، ويقف التاريخ أمام تلك الحرب معظما، وتبقى مصر محروسة دائما وأهلها في أمن وأمان ، كما جاء في كتابه الحكيم "وادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
ولهذا، فإن رسالتنا لأهل الفتنة والضلال، أثناء احتفالنا بنصر العزة والكرامة، أن سر نجاحنا في تحقيق هذا النصر، ما زال موجود حتى الآن، وهو أن "الشعب وقواته المسلحة إيد واحدة"، فلا تنسوا هذا يوما، بعد أن أثبتت حرب 1973 للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور من خلال دقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، ليضربوا للعالم أجمع أروع صور البطولة في الوقوف إلى جوار قواتهم المسلحة داعمين ومسانداين
وعليكم أيضا أيها الحاقدون، أن تعلموا، مهما صنعتم من أساطير من الكذب والافتراءات، فلا تنسوا أن المصريين قادرون على تحطيم أية أسطورة كاذبة، وليس ما حدث في أكتوبر 1973 ببعيد، ألم تحطم أكذوبة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، إذ استطاع الجيش المصرى عبور قناة السويس وتدمير خط الدفاع "الإسرائيلى" الحصين المعروف بخط "بارليف"، لتكون تلك الحرب بمثابة طامة كبرى لقادة تل أبيب لدرجة أن جولدا مائير لوحت باللجوء إلى السلاح النووى لإنقاذ جيشها، وفى نفس الوقت سارعت أمريكا بمد جسر تسليح جوى "عسكرى" مباشر لمساعدة "إسرائيل" وإنقاذها.
وعليكم أن لا تنسوا أيها الحاسدون المغرضون، ما أحدثته حرب السادس من أكتوبر من إعلاء مبدأ التضامن العربى فى وجه قوى الاحتلال ومعاونيه، فهم أيضا يعلمون جيدا أن هذا المبدأ واجب وضرورة الآن في ظل الحرب الخبيثة التي تشونها يوميا عبر منابر الكذب والضلال.
أما التعمير والإصلاح، فهيهات، أن يتخلى عنه المصريون أبد الدهر، ولن تكونوا سببا في وقفه مهما كذبتم، أنسيتم أن المصريين ضحوا في العاشر من رمضان 1973 بأبنائهم، من أجل استرداد سيناء وتعميرها، وبالفعل حقق 1973 نصر اقتصاديا يشار إليه بالبنان، بعدما تم البدء في مشروعات كبرى بأرض الفيروز من خلال ربطها بوادى النيل والعمل على تحويلها إلى منطقة استراتيجية متكاملة، إضافة إلى استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس وعود الملاحة فى القناة يونيو 1975م.
وأخيرا.. ستبقى حرب أكتوبر المجيدة واحدة من الذكريات المضيئة والخالدة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، وفى ذاكرة كل مصرى وعربى كنموذج للفخر والعزة والكرامة، وستبقى غصة في حلق كل حاقد لهذا البلد الأمين..