حرب أكتوبر المجيدة ملحمة وطنية، يفتخر بها أبناء الوطن العربى أجمع، إلا أن جماعات الإرهاب من أهل الفتنة والضلال لا يكفون يوما عن التشكيك والخيانة فى كل ذكرى لهذا النصر العظيم، وذلك من خلال حملات ممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعى، لبث الأفكار المريضة والشاذة لتعكير صفو المصريين، وكأنهم أعداء للفرح والانتصارات.
وليس هذا بجديد عليهم، فهذا أسلوبهم الرخيص منذ عشرات السنوات، لدرجة أن قياداتهم المرتزقة وصفوا هذا الشرف الكبير بكل بجاحة وخسة بـ"التمثيلية والخدعة" تمت بين الرئيس السادات وإسرائيل، ولم يكتفوا بذلك الجرم الشنيع، وإنما دائما يريدون تحويل تلك الذكرى العطرة إلى ذكرى لعدم الاستقرار والخراب والدمار، وأن مصر تركت وتخلت عن العرب، وكانت خائنة للعرب أجمعين، وخاصة بعد اتفاقية السلام بكامب ديفيد.
بل وصل بهم الأمر إلى قتل الرئيس السادات نفسه، رغم أنه خرجهم من السجون وترك لهم التحرك بالساحة بكل حرية، إلا أنه لم يغب مشهد الغدر عنهم يوما، لنجدهم فى صورة تجسد الخسة والندالة عندما جلسوا فى الاستاد 2012 فى حفل للاحتفال بحرب قادها البطل الذى قتلوه، ولم يثنيهم عن هذا تلطخ أيديهم بدمائهم.
وما زالت تلك الكراهة لهذا النصر متواصلة عبر السنوات، فها هم أيضا يعبرون الآن عن مدى كرههم لهذا النصر من خلال حرب الشائعات والأكاذيب، وذلك من خلال أساليب رخيصة بنشر فيديوهات ورسومات كرتونية تسخر من هذا النصر التاريخي.
وتشكيك هذه الجماعات الإرهابية، أمر معهود منذ زمن بعيد، فقياداتهم بكل سخرية واستهزاء بشهداء حرب أكتوبر يصفونهم بـ"القتلى"، بحجة أن هذا كان دفاعا عن الوطن وليس الدين، بل يصل الكره والحقد إلى قنواتهم وإعلامهم المأجور، والتى يزعمون فى كل ذكرى أن النصر يعود للجيوش العربية وليس للجيش المصرى، وأنه انتصار جزئيا، فى محاولة خبيثة من التقليل من هذا الحدث الأعظم الذى وقف العالم أجمع معظما، ومازال يُدرس فى جميع الكليات العسكرية بدول العالم العظمى بل فى إسرائيل نفسها.
ولهذا، فإن تلك التنظيمات الإرهابية تكره وستظل تكره على مر التاريخ نصر أكتوبر، لأن ببساطة شديدة هؤلاء لديهم فكر معادٍ للوطن والوطنية، فهم لم يروا فى الوطن سوى حفنة من التراب العفن، مثلما قال مرشدهم، ولأن هدف تلك الجماعات منذ نشأتها هو بث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، فلك أن تتخيل أنهم يروا أن اشتراك المصريين المسيحيين فى الدفاع عن الوطن حراما شراعيا، ضاربين بكل الأسس والمبادئ الوطنية عرض الحائط.
لنكون فى النهاية أمام فكر مريض، التآمر ركيزته الأساسية ضد كل دولة ترفض أن تقبل منهجهم واعتقاداتهم أو ترفض التحالف معهم، وهذا ما يتضح خلال حملات التشكيك عبر الفضائيات المشبوهة، والكتائب الإلكترونية المأجورة لنسف أعظم انتصا، متناسين أن الوطن باقٍ، وأن إرهابهم وأفكارهم الضالة إلى مزبلة التاريخ، وسيظل المصريون يحتفلون بأكتوبر وبشهداء النصر العظيم رغم عن أنف كل أو حاقد أو غادر..