المتابع لمنصات مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، يكتشف أنها تموج بالشائعات، التي ينسجها أصحابها من بنات أفكارهم، وما أن يتم تداول الأمر على نطاق واسع، حتى يتراجع هؤلاء الأشخاص عما كتبوه.
"موضة اختطاف الفتيات" هي الأبرز على السوشيال ميديا، تقف خلفها بعض الفتيات الراغبات في شد الانتباه إليهن، حيث تموج صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي بقصص واهية عن اختطاف الفتيات، جميعها لا أساس لها من الصحة، عبارة عن درباً من خيال الفتيات.
ما أقوله لك هنا ليس كلاماً إنشائياً، وإنما وقائع تسطرها المحاضر الرسمية، أخرها "بوست" كتبته فتاة على السوشيال زعمت فيه تعرضها للاختطاف بمصر الجديدة، وبالفحص تبين عدم صحة الواقعة، وأنها كتبت ذلك لاستجداء تعاطف أقاربها وأصدقائها لابتعادهم عنها عقب وفاة والدها، مما تسبب فى دخولها في أزمة نفسية، إلا أنها فوجئت بزيادة عدد من المتابعين لها وللمنشور الذى تم نشره وتداوله.
لم تك هذه الواقعة هي الوحيدة من نوعها، وإنما سبقها وقائع أخرى بينها قصة تعرض فتاة للاختطاف في المرج بالقاهرة، وبالفحص تبين عدم صحة الواقعة وأن وراء كتابة هذا "البوست" خطيب الفتاة، بعدما أكدت له خطيبته بأنها تشعر بأن شخص يسير خلفها، وتبين عدم صحة راويتها، وتسبب "البوست المكذوب" في حالة من البلبلة، مثلما حدث في قصة "فتاة الإسكندرية" و"فتاة المنوفية" وغيرها من القصص الواهية.
للآسف.. هذه القصص الواهية من حوادث الاختطاف المزعومة ترهق رجال الأمن، الذين لا يدخرون جهداً في البحث والتدقيق، والتعامل مع كافة الأمور على محمل الجدع، لحماية أرواح المواطنين، في إطار رسالتهم السامية.
الأمر جد خطير، وبات يستلزم تدخل تشريعي قوي، يضمن عملية الردع، لهؤلاء الأشخاص، الذين يثيرون الخوف في قلوب الناس بالباطل، ويزعجون رجال الأمن، تحركهم أهواء شخصية، يستغلها البعض في التضخيم والتهويل، وتجد منها الأبواق الإعلامية الإخوانية مادة خصبة للتداول والتضخيم.