أثبت الزمالك قدرته على الفوز تحت أي ظروف ، سواء خارج الأرض أو وسط غياب العديد من عناصره الأساسية .. دون أن يعبأ بأى تأثيرات خارجية قد تؤثر على تركيزه .. ليؤكد جدراته بهزيمة مضيفه الرجاء بهدف دون رد في ذهاب نصف نهائي دورى أبطال أفريقيا وأنه قدها وقدود على التأهل للنهائى.
الزمالك حضر إلى المغرب بنية الفوزمحملا بروح الانتصار، وهو ما ساعده في تحقيق ما أراد ، وظهر لاعبيه في كامل الجاهزية الذهنية والبدنية، حتى من شاركوا لظروف استثنائية وتعويض الغيابات مثل إسلام جابر، أحمد عيد ومحمد عبد الغنى استطاعوا تجاوز أي ضغوط و كانوا على قدر المسئولية بأدائهم الرجولى، ولم نشعر بأي تأثير سلبى لفقدان ساسى، محمود علاء وحازم إمام.
جماعية الزمالك والانضباط التكتيكى كانت كلمة السر في تحقيق الفوز الغالى على الرجاء في عقر داره، ونجح الفريق الأبيض في فرض شخصيته على المنافس من بداية المباراة ، وكان هدف الانتصار علامة واضحة في العمل التكتيكى بعدما جاء من جملة خططية بدأت عبر أحمد عيد من وسط الملعب الذى مرر إلى زيزو المنطلق كالسهم متخطيا الدفاعات البيضاوية ويصنع عرضية حريرية تصل بالمقاس على رأس بن شرقى الذى يقفز في العالالى مسجلا الهدف الغالى.
ولعب جايمى باتشيكو المدير الفني للزمالك دورا كبيرا من خارج الخطوط في ترجيح كفة فريقه، بتعليمات مستمرة على مدار المباراة ودفعه للاعبين بعدم التراجع عندما شعر بارتداهم للخلف وقت الضغط العالى من الرجاء لإدارك التعادل، وأيضا لم يهب باتشيكو الهجوم الضار من المنافس في أخر أوقات المباراة، واٌقدم على تغيير عالى الذكاء بنزول أوناجم بدلا من أوباما ، ليزيد من فاعلية ونشاط الفريق في الشق الأمامى ويجبر الرجاء على عدم التقدم بكل خطوطه، دون التقهقر إلى الخلف والركون للدفاع.. هذا فضلا عن نجاحه فى تجهيز اللاعبين ذهنيا للمباراة واستطاعته تحفيظ لاعبيه التعليمات والوصول بهم لدرجة كبيرة من التنفيذ الجيد للمهام المطلوبة داخل الملعب، فضلا عن تحجيم أداء أصحاب الأرض وتعطيل مفاتيح لعبه.
وتجلى تفوق الزمالك تكتيكيا من خلال دقة المحاولات التي وصلت لأعلى معدل يمكن الوصول إليه بنسبة 100 % .. اذ سدد 3 كرات على المرمى جاءت جميعا بين الثلاث خشبات، ونجح في استغلال فرصة تهديفية واحدة لخطف الفوز، في المقابل بلغت دقة محاولات الوداد 26.6 % بتسديد 15 كرة على المرمى وتمكن البارع أبوجبل من انقاذ 5 فرص تهديفية، ليتفوق على نفسه بروعة وبراعة منقطعة النظير لا تقل عما يقدمه محمد الشناوى مع الأهلى.
انتصار الزمالك خارج الأرض في الذهاب لا يعنى ضمان التأهل.. اذ سيواجه صعوبة كبيرة في لقاء العودة بالقاهرة، خصوصا وأنه أفضليته لن تكون كبيرة حيث أن غياب الجماهير جعل مباراتى الذهاب والإياب سيان، وأعتقد أن الوداد سيدخل اللقاء مهاجما بكل خطوطه لتعويض الهدف والعودة للمنافسة على التأهل للنهائى.
فوز الأهلى والزمالك على الوداد والرجاء بالمغرب، يكشف قوة الفرق المصرية وقدرتها على تحقيق الانتصارات خارج الأرض وتقديم المستويات التي تساعد على تزعم القارة السمراء .. والكلام عن ضعف أداء المنافسين المغاربة لن يقلل من قيمة الانتصار الغالى أو يبخس الانجاز الكبير الذى تحقق ولم يكن يحدث إلا فى النادر.