على عكس الجميع، أتقدم بكل الشكر والامتنان للسيدة هيلارى كلينتون، وزير خارجية أمريكا الأسبق، على دورها العظيم، فى تأكيد ما كنا، ولا زلنا، نسطره هنا فى هذه المساحة، ونقوله فى كل الأبواق، عن مؤامرة ما يسمى كذبا وبهتانا "ثورات الربيع العربى"، وكشفت لنا تلك الوجوه التى خرجت تتهمنا بأننا نؤمن بنظرية المؤامرة، ونريد تشويه هذه الثورات، وتدمير صورة الشباب الطاهر النقى نقاء الثوب الأبيض من الدنس، وأن كل ما نكتبه ونقوله مجرد أوهام، لا أساس له من الصحة، وأننا من شرذمة الثورة المضادة، والمطبلاتية لمؤسسات الدولة، دون إدراك حقيقى عندما كنا ننتقد بقوة ووضوح نتائج حراك 25 يناير 2011 خوفا على هذا الوطن، وليس بحثا عن غنيمة، لأنه لم تكن هناك غنائم في تلك الفترة الفوضوية، بل العكس، كانت الغنائم يبحث عنها هؤلاء الداعمين للحراك، سواء بتصدر المشهد "الثورى" أو تلقى أموال ضخمة، على شكل "معونات".
نشكر السيدة هيلارى كلينتون، التى كشفت فى الرسائل البريدية "الإلكترونية" المتبادلة بينها وبين عملاء أمريكا في مصر على وجه الخصوص، كل المخططات التى تم رسمها بعناية لإسقاط الوطن العربى من فوق الخريطة الجغرافية، والسيطرة على مقدراته، وفى القلب منه المقدرات الاقتصادية، نفط وذهب وأموال، فى مؤامرة وفضيحة سياسية، هى الأكبر من نوعها فى التاريخ..!!
أكثر من 33 ألف رسالة بالبريد الإلكترونى "الإيميل" كل رسالة منها تصرخ سطورها بالمؤامرة والخسة والدناءة، لتدمير الأوطان، دون الوضع فى الاعتبار، قتل وتشريد ملايين البشر، بلا رحمة أو إنسانية أو قيم أخلاقية، تحت شعارات براقة، ظاهرها، الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، وباطنها، التخريب والدمار وإسقاط الأوطان في وحل الفوضى والتقسيم والتشرذم، لتكون لقمة سائغة، يمكن الاستيلاء على مقدراتها وثروات شعوبها من نفط وذهب وبترول كما حدث في ليبيا، بكل سهولة.
وتكتسب قيمة ما تضمنته الرسائل البريدية الإلكترونية، أنها كشفت بالوثائق والمستندات، وليس تصريحات في ندوات أو مؤتمرات صحفية، الرسائل المتبادلة بين هيلارى كلينتون من ناحية وكيانات وتنظيمات وجماعات وأشخاص، من ناحية ثانية، جميعهم متورطون بتنفيذ مخططات أمريكا، وكان أبرز هذه التنظيمات "الإخوان الإرهابيين".
نعم، جماعة الإخوان كانت تقدم كل الولاءات، لأمريكا، وتؤتمر بأوامرها، وتُبلغ هيلارى كلينتون بكافة التفاصيل، ولا تتخذ قرارا إلا بعد العودة لوزارة الخارجية الأمريكية، والغريب أنه في الوقت الذى تؤتمر فيه الجماعة الإرهابية، بأوامر أمريكا، سرا، نجدها علنا تصف أمريكا بالشيطان الأكبر، في تناقض ومرتبة عليا من النفاق، وهى التي تتخذ من الدين تجارة، وهدفا لتحقق مآرب وجمع مغانم.
الرسائل البريدية الإلكترونية، لهيلارى كلينتون، عبارة عن وثائق ومستندات تكشف بوضوح، ودون لبس، مدى ما تتمتع به جماعة الإخوان الإرهابية، من خيانة وقحة للوطن، وتشويه بالغ للإسلام، وبغلظة عين يريدون بقوة القنابل والأحزمة الناسفة، تصدر المشهد العام في مصر، والسيطرة على قصور السلطة..!!