فاجأ أحمد حجازى الجميع بانتقاله إلى نادى اتحاد جدة السعودى، مساء أمس، وقرر النجم المصرى مغادرة "البريميرليج" بعد صعود فريقه مجدداً من دورى الدرجة الأولى إلى الممتاز ليقرر خوض تجربة جديدة خارج إنجلترا، واستغل الجميع الفرصة بإتمام الصفقة، سواء النادى الإنجليزى أو اللاعب، ولكن ماذا عن موقف الأهلى، خاصة مع تداول العديد من التقارير فى وقت سابق حول مفاوضات الأهلى لاستعادة اللاعب، والذى رحب بالفعل بالعودة للقلعة الحمراء حال انتهاء رحلته الأوروبية.
وست بروميتش، كغيره من أندية العالم، تأثر بأزمة كورونا الفترة الأخيرة وحاول تخفيض رواتب لاعبيه لتدارك الخسائر المالية، وعندما واتته الفرصة لتحقيق مكسب مالى من بيع حجازى استغلها وضرب عصفورين بحجرٍ واحدٍ، الأول الاستفادة من الـ 4 ملايين إسترلينى مقابل إعارة حجازى لمدة سنة، فضلاً عن التخلص من راتبه المرتفع والذى يبلغ حوالى 3.5 مليون إسترلينى سنوياً ــ بحسب الصحف الإنجليزية ــ خاصة أن مشاركة اللاعب الموسم الماضى كانت محدودة فقط 14 مباراة.
أما حجازى فيعى جيداً ابتعاده بشكل تدريجى عن حسابات المدير الفنى لوست بروميتش سلافين بيليتش الفترة الأخيرة، بعدما باتت المنافسة قوية نظراً لوجود العديد من الأسماء، ومنهم إيفانوفيتش وكايل بارتلى وسيمي أجايى ودارا أوشى، والذين يقاتلون لحجز مكان أساسى فى تشكيلة المدرب الكرواتى، فى الوقت الذى باتت فرص الفرعون المصرى ضعيفة، فضلاً عن تفكير أى لاعب مع اقتراب انتهاء مسيرته ــ 29 سنة ــ فى تأمين مستقبله مادياً، وهو ما لم يتحقق بالجلوس على الدكة.
من هنا كان تفكير حجازى بالانتقال للدورى السعودى منطقياً لعدة عوامل، أبرزها القوة والمنافسة التى يتمتع بها الدورى السعودى، أحد أقوى المسابقات فى منطقة الشرق الأوسط، كما أن اتحاد جدة أحد أقدم وأعرق أندية المملكة ويسعى لاستعادة أمجاده، كل ذلك يساعد اللاعب على المشاركة والتألق من جديد، للحفاظ على مكانه فى تشكيل المنتخب الوطنى، الذى يستعد لتصفيات أمم أفريقيا المقبلة وبعدها كأس العالم 2022، كما يطمح فى الانضمام للفراعة الصغار فى أولمبياد طوكيو المقبلة ضمن اللاعبين الخمسة الكبار الذين سيختارهم شوقى غريب فى الحدث العالمى.
ولكن لماذا لم يتدخل الأهلى لاستعادة أحمد حجازى، خاصة أن الدفاعات الحمراء دائماً تعانى من الإصابات والغيابات لفترات طويلة "محمود متولى + رامى ربيعة + سعد سمير" ما يؤثر على أداء الفريق، فى الوقت الذى يمتلك حجازى جميع مواصفات المدافع التى يحتاجها أى فريق، كما أنه استفاد جيداً من تجربة الدورى الإنجليزى فى تطوير مستواه الفنى والبدنى.
يبدو أن مسئولو الأهلى تأخروا خطوة فى محاولة خطف أحمد حجازى لعدة أسباب؛ فى مقدمتها العرض المغرى الذى لا يرفض "4 ملايين إسترلينى" فى سنة، والذى لم يمنح مسئولى وست بروميتش فرصة للتفكير، بالإضافة إلى استراتيجية القلعة الحمراء فى التعاقدات ومحاولة تدارك الأخطاء التى وقعت فيها مع "إعارات" رمضان صبحى والتى انتهت برحيله إلى بيراميدز، فكانت الأولوية للشراء، ولكن ضيق الوقت والعرض المغرى ساعد اتحاد جدة على حسم الصفقة.
ربما تشهد الأيام المقبلة توضيحاً من الأهلى لجماهيره عن أسباب عدم استعادة أحمد حجازى، بل وربما نجد أحمد حجازى نفسه يرتدى تيشيرت الأهلى مجدداً بعد انتهاء إعارته فى اتحاد جدة، وإن كنت أرى ذلك صعباً، لأن من يمتلك نجماً بحجم وإمكانيات حجازى لن يفرط فيه بسهولة.