واقعة حدثت فى إحدى مدارس مدينة بدر، عالجتها سريعا الحكومة ووزراة التربية والتعليم، بالتأكيد على الفصل بين دفع المصروفات واستلام الكتب الدراسة، وتسببت تلك الواقعة فى كسر نفس طالب فى الصف الأول الابتدائى، عندما قامت إحدى المدرسات داخل هذه المدرسة، بطرد طفل أمام زملائه داخل الفصل، وأخذت منه الكتب الدراسية، بحجة أنه لم يسدد مبلغ 80 جنيه مصروفات الكتب، هذه الواقعة، جعلت الطفل الذى كان بالأمس فرحا باستلامه الكتب الدراسية، وسجل عليها اسمه، حزينا مكسور الخاطر، أمام والديه، وأمام زملائه الذى لم يتمكن حتى من معرفة أسمائهم.
هذا الفعل الذى صدر من تلك المدرسة، يؤكد أنها لا تعلم شىءء عن الإنسانية مطلقا، فتنفيذ التعليمات يجب أن تبعه نوع من الإنسانية، وخاصة مع هؤلاء الأطفال، فهناك أكثر من وسيلة كان من الأولى أن تتبعها تلك المعملة الفاضلة، قبل أن تتخذ قراراها بطرد الطفل، منها استدعاء ولى أمره، ومطالبته بسداد الأقساط، أو توجيه إنذار لولى أمره حال بفصل الطالب حال عدم الالتزام بالتعليمات وسداد المصروفات، أو منحه مهلة ولو أيام قليلة لسداد المبلغ فى حال كونه لا يمتلكه.
هذه الواقعة عادة ما تتكرر كثيرا وخاصة فى المدارس الحكومية، وهناك العديد من الأمثلة التى لا نستيطع ذكرها، وهو ما يتطلب أن يكون هناك لائحة داخل المدارس تنظم تلك العملية، وأن يكون هناك لقاء دورى مع أولوياء الأمور قبل بدء العملية الدراسية، يوضح فيها القائمون على هذه المدارس القرارات الجديدة الصادرة سواء التى تتعلق بالمصروفات أو عملية تنظيم الدراسة، وأن يشركوا أولوياء الامور فى تلك القرارات، وعقب ذلك المتخلف أو الممتنع عن الالتزام بالتعليمات يكون الجزاء طرد أبنائه أو الفصل، وبذلك لا يكون لهؤلاء المواطنين حجة أن ينكروا عن أصحاب القرار فى تلك المدارس قراراتهم أو تصرفاتهم.
وهناك واقعة أخرى حدثت الأسبوع الماضى، عندما قامت مديرة مدرسة بتذنيب طالبة تدعى سلمى عمر، لمدة 4 ساعات حيث أجبرتها على عدم التحرك وأن تحمل حقيبتها على ظهرها، بسبب عدم استكمال دفع مصاريف المدرسة، حيث حكى والد الطفله أن مديرة المدرسة قررت منع دخول نجلته ووالدتها من المدرسة بأسلوب غير لائق.
ورغم إعلان وزارة التربية والتعليم، عن فتح تحقيق عاجل في واقعة تذنيب تلميذة 4 ساعات بمدرسة قومية الأهرام التابعة للمعاهد القومية، وأنه سيتم معاقبة المقصرين فى حال ثبوت تلك الواقعة، وهناك تصريح من السيد وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقى، أكد فيه على عدم ربط دفع المصروفات الدراسية بحضور الطلاب للحصص الدراسية بالمدارس، فهل هؤلاء يقومون بتنفيذ تعليمات بعينها ويرفضون تعليمات أخرى؟
تعلمنا على يد أساتذة أفاضل، أن التربية تأتى قبل التعليم، وأن الإنسانية والمعاملة الطيبة هى من صفات الإنسان، حتى القانون نفسه الذى عبارة عن مواد مكتوبة، هناك بعض القضاة يحكمون بروح القانون وليس بنصه، فهذه الأحداث تتطلب من وزير التربية والتعليم أن يكون هناك قرارات صارمة تمنع إهانة الطلاب وخاصة فى المراحل الأولى من الدراسة، والتى تشكل وعى الطالب وتكون أساس نشأته.