الحلم يتحول إلى حقيقة، والوعد القديم جاء من يوفى به، ويجعله واقعا مشهودا بمشروعات حية تنبض شرايينها بالأمل، فى مستقبل قريب مشرق وباهى لسيناء.
بالأمس وقبل أن يطوى أكتوبر المجيد شهر الانتصارات والمجد أوراق آخر أيامه، كان الرئيس السيسي يعلن من شرم الشيخ استمرار مسيرة التنمية في سيناء جنوبا وشمالا بأزهى وأجمل صباح.. "صباح الخير يا سينا ورسيتى في مراسينا".
رسو حقيقي وفعلى على طريق المستقبل ليعود الجزء إلى الكل ولتلتئم أرض الفيروز بالوادي والدلتا عبر شبكة أنفاق وجسور ضخمة، لإنهاء العزلة المقيتة، وإجهاض أية أحلام أو أطماع خبيثة.. وكأن الرئيس يخاطب رمال وأرض سيناء.. "مين اللي قال كنتي بعيدة عنى وأنتي اللى ساكنة في سواد النني".
الرمال تتحول إلى مزارع وطرق ومشروعات تنمية، والأرض الشاسعة تنبت بعشرات المدن والتجمعات السكانية.. مدارس وجامعات ومطارات وموانئ ومزارع سمكية ومشروعات تحلية مياه وصرف صحي وكهرباء وطرق.
عودة الأمن إلى ربوع سيناء وثقة أبنائها في القيادة الجديدة بعد 30 يونيو كان بداية لخطوات أخرى صدرت لصالح أبناء سيناء، فهم جزء أصيل من تاريخ ونضال هذا الوطن، وهم أبناء الشرف والبطولة في حروب مصر للدفاع عن حدودها الشرقية.
افتتاح جامعة الملك سليمان بالأمس كان مؤشرا مهما للغاية في إطار مشروع تنمية سيناء، وسوف يكون للجامعة دور حيوى فى التنمية بكلياتها الـ 10 الموزعة على فروع الجامعة الثلاثة فى مدن الطور ورأس سدر وشرم الشيخ بطاقة استيعابية حوالي 30 ألف طالب للمساهمة في عملية التنمية الشاملة في سيناء ومصر عموما.
العمل لا يتوقف في سيناء وحجم الإنفاق على مشروعات التنمية بها بلغ حوالى 700 مليار جنيه فى 6 سنوات فقط، ومازال يتواصل حتى تستقبل أرض سيناء الملايين من أبناء الوادى والدلتا والصعيد وهذا هو الهدف الاسمى للتنمية.
استمرار مشاريع التنمية وعجلة العملة في سيناء هو خير دليل على أن مصر سيطرت على جل أراضيها في سيناء وتطهيرها من جماعات الإرهاب والعنف، فلا يمكن تنفيذ مشروعات تنموية دون القضاء على الإرهابيين، ثم ما نعيشه الآن وهو توفير فرص العمل والتوظيف والتوطين لأبناء سيناء والارتقاء بمعدلات التنمية والحياة الكريمة والقضاء على الفقر وتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية. والمرحلة الثالثة هو جذب أبناء الدلتا وباقي المحافظات الأخرى إلى سيناء، وزرعها بالبشر من الأيدي العاملة، فحسب خبراء فإن سيناء يمكنها استيعاب ما بين 5- 10 ملايين نسمة طالما ن المشروعات القومية الضخمة توفر آلاف من فرص العمل، إضافة إلى عشرات المدن الجديدة في جنوب وشمال سيناء.
هناك صورة ذهنية جديدة لسيناء ينبغي العمل عليها سواء فى الداخل والخارج، حتى تصبح أرض الفيروز مرادفا للبناء والتنمية والسلام، وهو دور مهم يقع على عاتق الإعلام المصري في الداخل، ووزارة السياحة والآثار والجهات المعنية الأخرى في الخارج. أرض الفيروز هي الأمل وهي المستقبل الواعد للمصريين في الرخاء والسلام.