بادرة طيبة من اتحاد الكرة بإقامة احتفالية لنجم النجوم محمد صلاح سفير مصر بكل بقاع الكرة الأرضية، كنوع من التهدئة وتحسين العلاقة بين نجم ليفربول والاتحاد بعد العديد من الأزمات واختلاف وجهات النظر في أوقات سابقة أدت إلى تعكير صفو العلاقة بين نجمنا الفذ وأعرق اتحاد فى أفريقيا.
وأهم النقاط المثيرة فى حفل "الملهم" بالأمس كانت غياب الصحفيين ومندوبي وسائل الإعلام عن التواجد وتغطية الحدث لكل جماهير الكرة فى مصر وجماهير ليفربول حول العالم لأسباب غير معلنة من الاتحاد منظم الحفل، لكنها معلومة لكل المرتبطين بالمجال.
تواجد الإعلام فى أى حدث جماهيرى ويرتبط بمتطلبات الناس أمر ضرورى وليس رفاهية يمكنك اللجوء إليها عند الحاجة أو منعها عندما تكون الأمور على ما يرام ولست في حاجة إلى تحسين صورتك كمؤسسات أو أفراد، وبعيدا عن الكلام المرسل وأهمية دور الصحافة والإعلام حتى مع الانتشار الكبير للسوشيال ميديا في السنوات الأخيرة وقيامها بدور الإعلام البديل، يؤخذ على مسئولى الجبلاية تجاهل الصحفيين فى حفل بتلك الأهمية لجماهير أيقونة الكرة المصرية والمثل الأعلى لمجموعة كبير من الأجيال الجديدة.
ولنكن منصفين ونقول ما لنا وما علينا دون تحميل اتحاد الكرة وحده مسئولية غياب الصحفيين عن الحفل، ولكن علينا جميعا كصحفيين مراجعة أنفسنا والاعتراف بوجود بعض الأفراد التى تفتقد إلى شىء من الاحترافية عند التغطية، أو تتسبب بقصد أو عفوية فى إثارة الأزمات أثناء التواجد، وأعتقد أن هذا السبب هو ما دفع اتحاد الكرة لاتخاذ قراره بإبعاد الكل عن المشهد لضمان خروجه إلى بر الأمان دون أزمات.
لكن أخطاء البعض لا تعفى مسئولى الكرة المصرية من تحمل جزء كبير من هذا الخطأ لعدم وجود لوائح وقوانين صارمة لتطبيقها على الجميع، وما يؤكد هذا الأمر هو سلوك الصحفيين المصريين عند تغطية أي حدث كبير سواء عالمي أو قاري والتزامهم بكل التعليمات واللوائح المنظمة لعملهم والحقوق التي لا يمكن التعدي عليها مثلما شاهدنا في كأس العالم الذي أقيم في روسيا قبل عامين وكنت شاهدا على التزام البعثة الإعلامية المصرية هناك تقريبا دون أي خروج عن النص، ونفس الأمر في بطولات الكاف التي يلتزم فيها الجميع.
نتمنى أن يكون مسئولينا على قدر المسئولية الكبيرة والكيانات التي يمثلوها بتفعيل اللوائح الخاصة بتنظيم العمل الإعلامي والابتعاد عن المجاملات أو التحامل والحرص على تقديم خدمة محترمة للجماهير التي ليس لديها أي ذنب في خطأ مسئول أو هفوة صحفي في حرمانها من متابعة كل ما يحدث في وقته.